هذه مسألة لابد وأن يوضع لها حد وأن تحسم، لأن استمرارها لا يعني سوى استمرار عمليات التحريض، وتشويه صورة البحرين خارجياً، بل تمتد حتى للتعاون مع الجهات الخارجية الطامعة ببلادنا. كلنا نعرف طبيعة العلاقة مع إيران، ونعرف تماماً التهديدات الإيرانية والأطماع التاريخية سابقاً والحديثة المستمرة حالياً، ونعرف تماماً لماذا إيران تدعم الفوضى في البحرين وتقوي من عظم الانقلابيين والطوابير الخامسة. وبناء على هذا القول، فإن حدود العلاقة مع جارة «عدوة» لابد وأن يشمل كل شيء بلا استثناء، ومن يتساهل في هذا الموضوع فلابد وأن يحاسب بالقانون، كون تساهله يعني «قبوله» باستهداف إيران للبحرين، ومشاركته وارتباطه بهم بأي نوع وشكل كان، يعني بأنه ضد النظام البحريني ولا شيء آخر. أتحدث هنا عن قناة خامنئي إيران المعروفة باسم «قناة العالم»، والتي منذ بدأت محاولة الانقلاب في 2011 وحتى يومنا هذا، وجهت برامجها لاستهداف البحرين، بل وفردت المساحات ووسعت ساعات البث، وتحولت لـ»مكب» يرمي فيه كل كاره وحاقد على البحرين ونظامها، وكل انقلابي سمومه وشتائمه واستهدافه للبحرين وقيادتها وأهلها المخلصين. هذا الدعم الإعلامي الإيراني بحد ذاته دليل إدانة لممارسات نظام خامنئي ضد بلادنا، ولو أجرينا مقارنات إعلامية بين تعاطي قنوات مثل «العالم» و»المنار» وغيرها ممن لهم ارتباط بالنظام الإيراني، وقنوات إعلام العالم، لوجدنا فارقاً شاسعاً في مستوى الاهتمام بالبحرين وبأسلوب الإساءة، وفارقاً في عدد البرامج الحوارية التي تتناول الشأن البحريني، بل بوناً كبيراً في التعاطي بشأن بلادنا، بحيث واضح تماماً أن كافة البرامج الإيرانية موجهة ضد البحرين. هنا النقطة لا تتعلق بإيران وقنواتها الإعلامية وبرامجها، حتى لو جعلت البث يومياً وعلى مدار الساعة، أبداً المسألة ليست هذه، فإيران ستظل تستهدف البحرين على الدوام، هي لديها قضية تاريخية معنا، تريد اختطاف بلادنا، والاستيلاء على ترابنا، بالتالي حينما «يصرخ» إعلامهم، وحينما «ينعق» مذيعوهم، وحينما «تئن» برامجهم، فهذا أمر طبيعي البتة. لكن المسألة هنا، والتي نلفت لها عناية الجهات الرسمية في البحرين، معنية بعدد من الشخصيات الذين أصبحوا ضيوفاً دائمين على قناة العالم، وهم أشخاص يعيشون في البحرين، ينتسبون لجمعيات، ولهم نشاط مناهض للدولة، ولهم دور في التحريض، ولهم حضور فاعل ومؤثر في دوار الانقلاب. هؤلاء الشخوص مازالوا يظهرون في برامج قناة «العالم»، مازالوا يمارسون عملية تشويه صورة البحرين، مازالوا يتعاملون مع النظام الإيراني «إعلامياً»، وهذه بحد ذاتها مسألة لا يجب التهاون فيها، إذ في الوقت الذي تأخذ فيه البحرين خطوات على الصعيد الرسمي بشأن إيران، ولجلالة الملك حفظه الله تصاريح عديدة وبعضها مؤخراً، أشار فيها بصراحة للاستهدافات الإيرانية للبحرين، وهي نفس المسألة التي أكد عليها البروفيسور بسيوني رئيس اللجنة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق. وعليه فإن من مازال مصراً على التعاون والتعاطي الإعلامي مع القنوات الإيرانية، يفترض به إيضاح موقفه بشكل صريح، هل هو مع البحرين أم مع إيران؟! وهنا لا تبريرات بشأن حرية التعبير مقبولة، فإيران بالنسبة للبحرينيين المخلصين لبلادهم دولة عدوة، وإعلامها يمثلها، وكل الكلام الذي يدور في قنواتها هو ضد البحرين ويستهدفها، ما يعني أن المشاركين في هذه البرامج ممن نعرفهم جيداً ونعرف أجنداتهم وتاريخهم، هم موافقون على السياسة الإيرانية. الدولة عليها أن تحاسب كل من يتعامل مع العدو، والتعاون الإعلامي اليوم هو إحدى الوسائل الظاهرة والتي لا تحتاج لإثبات. القاعدة تقول هنا بأنه كيف أسمح لنفسي بأن أظهر على قنوات دولة تعادي بلادي، لأتكلم وأتحدث بنفس الرتم والنغمة التي تتماشى مع سياسة إعلام العدو؟!مثلما قلت، لا تبريرات تقبل، ولا أي «بكائيات» تستغل شعارات حرية التعبير، أنت مع البحرين أم عدوتها إيران؟! حتى لو كنت تنتقد بعض السياسات في بلادك، حتى لو كانت لك ملاحظات في شأن أمور مختلفة، إلا أن كل هذا لا يبرر الظهور على شاشة دولة عدوة لأشوه صورة بلادي، بالتالي المنطق يقول إن من يفعل ذلك ويتعاون مع العدو إعلامياً، فهو ضد بلاده. نطالب الدولة وأجهزتها القانونية والهيئة العليا للإعلام ووزارة الإعلام بأن تضع هذه المسألة في عين الاعتبار، وأن تطبق القانون وتحاسب من يتعاملون مع العدو إعلامياً، فلا يعقل أننا نعلن صراحة أن إيران تستهدفنا ومن ضمن استهدافاتها آلتها الإعلامية، ونسكت بعدها عن أناس يقولون إنهم بحرينيون يعيشون على هذه الأرض، يقومون بالتواصل مع إعلام العدو ويتحدثون بنفس لغته.