أطلق نائب رئيس الإمارات ورئيس الوزراء وحاكم دبي سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أكبر مشروع عربي لتشجيع الطلبة والطالبات في العالم العربي على القراءة في مشروع «تحدي القراءة العربي» عبر التزام أكثر من مليون طالب بالمشاركة بقراءة خمسين مليون كتاب خلال كل عام دراسي، وانطلقت الشهر الماضي التصفيات لهذه المسابقة، ونتمنى لطلبة البحرين الفوز بها.الوطن العربي بحاجة إلى هذا المشروع لخلق جيل مثقف ويحب القراءة ويبحث عن الكلمة حتى يطور نفسه وبلاده، بعدما أصبح الطفل العربي يلهث وراء «البلاي ستيشن وألعاب الوي»، وغيرها من الألعاب الإلكترونية، وأصبحت شعوبنا العربية أقل الشعوب التي تقرأ لأننا لم نغرس حب المطالعة وتنمية المهارات وتعزيز المعرفة لدى الأطفال. مشروع «تحدي القراءة العربي» يغرس في الطفل حب العلم والقراءة والاطلاع في سن صغيرة وشغف المطالعة بجانب الكتب المدرسية، وينمي روح التحدي لديهم للوصول إلى المراكز الأولى، وبالطبع لا يخلو المشروع من الجوائز المغرية سواء كانت جوائز مالية وتشجيعية والتي تشمل أسرة الفائز ومدرسته والمشرفين عليه، وهذا بالطبع أسلوب تشجيعي فاق جميع المستويات.القراءة سر تقدم الأمم ورقي شعوبها، وجزء من ثقافتها، ودائماً ما نقول إن الدول الأجنبية شعوب مثقفة ومثلنا الأعلى في اغتنام الوقت والفرص في القراءة، فهذه الشعوب كما نشاهدها وكما نلامس ذلك أثناء زيارتنا لتلك البلاد، نرى كيف أن أفرادها يسبحون في عالم القراءة لا يهتمون بالثرثرة، وكأن الوقت يقف عندهم فقط، نخجل من أنفسنا أحياناً لأننا نهدر الوقت واليوم بلا قراءة.شعوبنا العربية بحاجة إلى أن تعود للقراءة وأن تكون القراءة جزءاً مهماً في تكوين شخصية الإنسان العربي لأنها مقياس مهم للثقافة الواسعة، بحيث تأخذ القراءة والاطلاع مساحة كبيرة من وقته ويومه بعدما أصبحت شعوبنا تركز على المظاهر الخارجية بعيداً عن القيمة الفكرية، وتفكر بالكماليات أكثر من الأساسيات. قد يعود عزوف العالم العربي عن المطالعة والقراءة إلى هموم الشعوب التي لا تعطيها فرصة للقراءة. الإنسان العربي يسعى بكل طاقته من أجل لقمة العيش، ويسعى أحياناً إلى أن تكون لديه أكثر من وظيفة حتى يستطيع أن يعيش حياة كريمة. أمتنا العربية أمة اقرأ ولكنها لا تقرأ، أمة يسعى الفرد فيها وراء الشهادة الجامعية حتى يتوظف ويحصل على راتب شهري ويستطيع أن يعيش مرتاحاً طوال الشهر «هذا إذا كفاه الراتب لنص الشهر»، ويكون آخر عهده بالكتب هي أيام الدراسة فقط، ومتى ما توظف لا تهتم جهة عمله بثقافته وتنمية مهاراته ولا تحفزه على الاطلاع والبحث العلمي في مجال عمله، فالبحث العلمي يقتصر فقط على الجامعات والمراكز العلمية. تحدي القراءة لابد أن يسبقه تحدي الظروف التي تعيق القراءة سواء كانت تحديات مادية أو معنوية.نحن بحاجة إلى إنعاش القراءة بين شعوبنا العربية، بحاجة إلى أن نوفر لهم البيئة الحاضنة للقراءة والتعلم. لماذا لا تخصص وزارات الدولة وهيئاتها مكتبة ضمن مكاتبها وتخصص ساعات للقراءة ضمن ساعات العمل؟ لماذا لا يكون تشجيع الطلبة على القراءة على مستوى مشروع «تحدي القراءة العربي»، بجوائزه القيمة التي بالفعل تجعل الطالب يتسابق حتى يفوز، وبذلك نستطيع أن نعيد حب القراءة كما السابق، ونغرس ذلك فيه بأن يساوي عدد الكتب المفيدة التي قرأها؟ نتحدى الظروف التي قد تعيق الطفل أيضاً من القراءة ونكافئه على القراءة خارج المنهج الدراسي. إن كانت شعوبنا العربية تحرص على إعادة القراءة بين شعوبها عليها أن تفكر كما يفكر سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للشعوب العربية.