استطاع المجتمع البحريني المخلص لوطنه بجميع شرائحه أن يقف أمام حملات تشطيره وهدم وحدته وبقائه على يد جمعيات سياسية ثيوقراطية، وأصبح الآن متسلحاً بإيمان وحدته، وما سيأتي من حملات تستهدف النيل منه ستتكسر أمام وحدته الصلبة التي أصبحت كالبناء الصلب. كما أن المواطن لن ينسى ما مر على البحرين من أوقات عصيبة في فبراير 2011، وصلت إلى حد تشطيره على يد تلك الجمعيات، بإذكائها للطائفية المقيتة وتشطيره والعمل على الاحتراب الداخلي. رغم كل تلك الذكريات والجراح استطاعت البحرين أن تتجاوزها وأضحت من الماضي، بعون من الله عز وجل ثم بحكمة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه.الفائز هو الوطن إن اللجان الأممية التي تشكل لتقصي الحقائق لا تضع ضمن حساباتها الربح والخسارة بين الأطراف، إذ أنها تحرص على الوقوف على مكامن الخلل والقصور ومراجعة الإجراءات، وتثبيت الحقوق لأصحابها والأسباب التي أدت إلى ذلك الاحتقان بين المجتمع الواحد.إن قرار إنشاء اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق كان يمثل علامة فارقة في تاريخ إنشاء تلك اللجان خاصة وأنها قد ضمت بعضويتها خمسة من أفضل الخبراء الدوليين في مجال حقوق الإنسان المشهود لهم دولياً بالحيدة والكفاءة والاستقلال، الذي نتج عنه تقرير اللجنة الذي حاز على قبول كافة الأطراف المحلية والدولية، مما يؤكد أن قرار إنشاء اللجنة كان قراراً حكيماً من جلالة الملك. هذا ما جاء في تصريح البروفيسور شريف بسيوني عن قرار اللجنة الذي يعد شهادة أممية لما تحقق. تنفيذ التوصيات لقد جاء تنفيذ التوصيات بتضافر الجهود بين أجهزة الدولة المختلفة، وبعدة مسارات أبرزها إعادة الطلبة إلى الجامعات والمفصولين وإعادة محاكمات السلامة الوطنية وصرف التعويضات للضحايا مع عدم الإخلال بحقهم في اللجوء إلى المحاكم المدنية وإنشاء وحدة التحقيق الخاصة بالنيابة العامة ومكتب المفتش العام، هذا بجانب الجهود الإضافية التي قامت بها الدولة من إنشاء أمانة للتظلمات وإرساء المشاريع التي تعزز اللحمة الوطنية وتجاوز أحداث الماضي، وإسهامات السلطة التشريعية للعمل على كل ما يحقق تلك التوصيات من تعديلات دستورية عززت الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والقوانين الحامية للمجتمع من الأعمال الإرهابية، لذلك نقول إن تحقيق التوصيات كان ثمرة إخلاص وعمل مضن من قبل الجميع. الخلاصة كان لرجال الأمن الدور الوطني المشرف من خلال ما قدموا من تضحيات باسلة وانضباط وثبات والتزام بالقانون الذي مكن من احتواء الأعمال الإرهابية وتقويض البؤر الداعمة له. رحم الله شهداءنا البررة من رجال الأمن الذين استشهدوا في ميدان الشرف والعزة حيث أداء الواجب والتضحية والفداء لمكافحة الأعمال الإرهابية التي استهدفت أرواحهم الزكية، لإفشال ما تقوم به الدولة من جهود لتجاوز الأحداث المؤسفة، وتهديد أمن وسلامة وطننا الغالي. وليعلم المواطن أن قوى الشر ستستمر في غلها وستعمل على التشكيك والنيل من منجزات الوطن كما قامت به من أعمال مخزية ابتداءً باحتفالهم المخزي عندما استشهد رجال الأمن على إثر الأعمال الإرهابية وصولاً بتأبين من قتلوا أنفسهم بأيديهم وهم يعدون متفجرات وتبريرهم للأعمال الإرهابية. وسيجرون تنفيذ التوصيات بأنه ربح وخسارة، وفي الواقع هم الخاسر الأكبر كما إننا لن نتفاجأ عند إصدار أي تقرير من الخارجية الأمريكية أو أي دولة أوروبية لتقويض الإنجازات بقصد أو دون قصد، ولن نتفاجأ بافتعال القضايا والطعن فيما تم إنجازه من قبل الجمعيات الثيوقراطية، فصراخهم سيكون على قدر الألم. وستبقى البحرين حرة عربية متماسكة ماضية بالمشروع الإصلاحي لجلالة الملك حفظه الله ورعاه.