قبل حين كتب كاتب خليجي مقالاً عن الأحواز «العربية المحتلة من قبل إيران» ملخصه أن قضية الشعب الأحوازي من أبرز القضايا التي تعرضت للتغييب والتهميش ولمحاولات دؤوبة في تشويه حقيقتها التاريخية إضافة إلى تجاهل إيران لحق الشعب الأحوازي في تقرير مصيره، وأن هذا أدى إلى ممارسة التمييز عليه ومنعه من ممارسة حقوقه وسلب خيرات هذا الإقليم الغني بالنفط والموارد الاقتصادية، وأدى أيضاً إلى الاستمرار في محاولات نزع الصبغة العربية من هوية أبناء هذا الشعب، ودعا إلى وقفة جادة لمؤازرة هذا الشعب المظلوم والمنتهكة حريته، ورأى أنه حان الوقت لدعم رسمي خليجي لمطالب الشعب الأحوازي واصفاً إياه بـ»المنسيون في الأرض» . الكاتب الكويتي «زايد الزايد» كان يرد بشأن ما كتب على احتجاج وزارة الخارجية الإيرانية واستدعائها القائم بأعمال سفارة دولة الكويت في طهران، على المؤتمر الشعبي الذي عقد في الكويت أخيراً لدعم حقوق ونضال الشعب الأحوازي، وقال إنه على المستوى الشعبي لا يجد الكويتيون حرجاً «بالتأكيد على مساندة الشعب الكويتي لحقوق الشعب الأحوازي العربي الشقيق ودعم مطالباته ونضاله المستمر»، وأن المؤتمر المذكور «يعتبر ترجمة واضحة لدعم حقوق ونضال الشعب الأحوازي»، كما رأى أن الاستدعاء عديم القيمة ومضحك لأنه ليس لطهران «الحق إطلاقاً أن تتحدث عن اتهام الآخرين بالتدخل بشؤونها الداخلية -كما تدعي زوراً وبهتاناً- فهي تمارس التدخل بأبشع أنواعه وتنتهك سيادة الدول»، وعدد جانباً من التدخلات الإيرانية في الكويت «الشبكة التجسسية وقضية العبدلي المسلحة»، وفي السعودية والبحرين «الخلايا التخريبية» وفي سوريا. الكاتب رأى في مقاله الجريء هذا «وجوب توفير الدعم الشعبي الخليجي أولاً، ليترجم هذا الموقف لاحقاً إلى موقف على المستوى الرسمي من قبل دول مجلس التعاون».ما ذكره الكاتب وما صار يعرفه الكثيرون اليوم عن هذا الشعب المظلوم يعني أن الوقت قد حان فعلاً لعمل شيء لمناصرته والانتقال من مرحلة العبارات من نوع «مساكين، ما يستاهلون، فقاره، الله يفك عوقهم» إلى مرحلة عقد المؤتمرات الشعبية والاستفادة من كل ما تتيحه الدساتير والقوانين من حقوق وأدوات للتعبير عن الغضب الشعبي من هذا الذي يتعرض له هذا الشعب، الذي تمكنت إيران منه ومن تغييب قضيته وتهميشها. ولأن مؤتمراً شعبياً لتحقيق هذا الأمر يعقد في الكويت ربما يكون له التأثير المرتجى، لذا فإن الدعوة صارت ملحة إلى عقد مؤتمرات شعبية في مختلف دول مجلس التعاون، بل في كل الدول العربية والعالم، تؤدي إلى تشكيل ضغط على الحكومات الخليجية والعربية والدولية ليكون لها موقف قوي يحرج إيران ويجبرها على رفع يدها عن شعب الأحواز لينال حريته.إثارة مشكلة شعب الأحواز بقوة، شعبياً أولاً ثم رسمياً، هو بمثابة مسك إيران من اليد التي توجعها. هذه حقيقة ينبغي الانتباه لها والاستفادة منها وتوظيفها، وكما أن إيران تعمل ومن دون أن تبالي بردود فعل الآخرين فإن علينا أن نعمل من دون أن نبالي بردة فعلها، مع فارق أنها معتدية وتتدخل في شؤوننا بينما نحن ندافع عن أنفسنا ونسعى لاسترداد حقوقنا. هي على الباطل بينما نحن على الحق.الشعب الأحوازي جزء منا، وأرضه أرضنا، والواجب يحتم علينا أن نعمل معاً لتحرير هذا الشعب الذي عانى طويلاً من ربقة الاحتلال الإيراني البغيض. لن نحتاج إلى وقت طويل كي نتمكن من كل هذا، فعدا أننا أصحاب حق ونناصر شعباً مظلوماً فإن لدينا من الأدوات ما يمكننا بها ممارسة الضغط على حكومة الملالي لتعود إلى رشدها، عبر المؤسسات الدولية وعبر فضحها أمام شعبها المخدوع بها.
Opinion
مؤتمرات شعبية لمناصرة شعب الأحواز
18 مايو 2016