مقالي اليوم هو استكمال لمقال أختي وزميلتي العزيزة سوسن الشاعر فيما كتبته بالأمس، وتحديداً عن الأمير خليفة بن سلمان والصحافة الوطنية، تحت عنوان «خليفة بن سلمان والصحافة». نعم، أؤكد تماماً على كلام أم بسام، إذ بالفعل خليفة بن سلمان حفظه الله لا يفتتح مجلسه الدائم إلا بذكر الصحافة، إلا بشكر الكتاب الوطنيين، ونعم صحافتنا الوطنية المخلصة «مقلطة»، ولها مكانتها في قلب الأمير خليفة قبل مجلسه ومكتبه. أتذكر تماماً الجلسة التي تحدثت عنها الزميلة سوسن في مارس 2011، أتذكر أنني كنت موجوداً مع أم بسام ومعنا كوكبة من الزملاء كتاب الأعمدة والإعلاميين المخلصين للبحرين، والذين كل منهم بلا استثناء كانت لهم مواقف صلبة قوية ضد محاولة الانقلاب الفاشلة، وكل منهم كانت له «حربه» الخاصة، والتي تجتمع مع بقية زملائه في حرب وطنية واسعة ضد من حاول تشويه صورة البحرين في الخارج وسعى لتضليل الإعلام الأجنبي ونشر الفبركات والأكاذيب. نحن نتحدث هنا عن رجل يعرف تماماً قدر الصحافة، ويقدر تماماً قوة الإعلام، نتحدث عن رجل يعرف تماماً كيف بنيت البحرين بساعده وسواعد أبنائها، حجراً حجراً، وكيف تطورت مؤسساتها منذ بدايات الدولة، ومن بعد الاستقلال وبدء عملية البناء البحريني الأصيل. الأمير خليفة بن سلمان نعرفه تماماً كصحافيين وكتاب رأي، نعرف أنه لا يقبل منا المجاملة والإطراء في مجلسه، بل يريد الانتقاد، ويريد الملاحظات، ويقولها صراحة «يومي يبدأ بما تكتبون وتحليلاتكم تفتح عيوننا على العديد من الأمور، والأهم انقلوا لنا ما يقوله الناس، اجعلونا دوماً على مقربة من الشعب، فالصحافة مرآة صادقة إن نقلت ما يقوله الناس بصدق». أتذكر في إحدى المرات وقف معنا أحد الوزراء الكرام، والذي نعترف له بجهده واجتهاده، وقف معي ومع الزميل العزيز هشام الزياني، وقال إنه يتابع مقالاتنا دائماً، وأكمل مازحاً «لا تكتبوا عن وزارتنا في يوم جلسة مجلس الوزراء»، سألناه باستغراب «لماذا؟!»، قال إن الوزارة التي ستكتبون عنها يوم الجلسة، يبدأ سمو رئيس الوزراء الجلسة بوزيرها ويسأله عما تطرقت له الصحافة، ويطلب منه توضيحات، ويعطيه التوجيهات إن كانت هناك جوانب قصور وخلل ليصلحها، والأهم بأن يتواصل مع الصحافة وألا يترك أسئلتهم مفتوحة بلا إجابات. هذه بشهادة الوزراء، لكن ما نراه نحن عندما نجلس مع خليفة بن سلمان أمر نعتبره وساماً على صدر كل صحافي وطني، هو يعرف ماذا كتبنا، يتذكر الكلمات والمصطلحات، ويرد ويجيب، والأهم لا يستاء مما نكتب، يقولها دائماً بتبسم «نعم، أحياناً أبناؤنا يشطحون ويضغطون، لكن أقولها لكم اكتبوا، طالما ما تكتبونه يخدم البحرين ويحميها ويصونها ويطالب بتصحيح الأخطاء، خاصة ما تكتبونه بنقد راق متحضر». رجل مثل خليفة بن سلمان مهما نقول عنه نحن أهل الصحافة فلن نوفيه حقه، هو دائماً معنا، لا نحس بفواصل تبعدنا عنه، تصلنا أحياناً مشاكل من الناس وهموم، فيكون أسرع باب نصل إليه لإيصال شكواهم هو مكتب سمو رئيس الوزراء، هذا المكتب الذي كل مسؤول فيه يعمل لتنفيذ توجيهات الأمير خليفة بالحرف، عبر استقبال مكالمات الإعلاميين والكتاب واستلام ما ينقلونه من هموم الناس. لذلك قلنا يوماً عن الأمير خليفة بأنه «منا وفينا»، وكتبنا عنه بأنه «صحافي معنا، وكاتب معنا، بل حينما نعد أهل الصحافة، فأول اسم هو اسم خليفة بن سلمان». والله نكتبها فخراً، حتى الناس حينما يتكلمون معنا ويوصلون لنا أمورهم، يقولون لنا «أنتم يسمعكم الأمير خليفة، ويتفاعل معكم». وهذا إنما انعكاس لاهتمام سموه بالصحافة والكتاب ودورهم. المسؤول الذكي هو الذي لا ينفر من الصحافة ويبتعد عنها أو يعتبرها عدوة، بل هو الذي يدرك تماماً دورها، وأنها يمكن أن تكون له «العينين» و«الأذنين» والأهم تكون له «المستشار» و«الناصح»، وهي التي تكون له «المرآة» التي تعكس له الحقيقة بطريقة يعجز عن توصيلها أقرب المسؤولين، فما بالكم حينما تكون هذه الصحافة «وطنية حتى النخاع» لا تقبل بالمساومة على وطنها ولا الإساءة لرموزها، وتكون السد المنيع المدافع إعلامياً عن الوطن ضد كل من يستهدفه. والله هي «نعمة» كما يقول عنها خليفة بن سلمان، بل قالها صراحة لنا «أنتم عيوني التي بها أرى الشعب الطيب». وكما قالت أختي سوسن بالأمس، أقول اليوم، بأن جائزة الأمير خليفة بن سلمان للصحافة التي يعقد حفلها اليوم، وشهدت مشاركات تبلغ 350 مشاركة من مختلف الصحافيين والكتاب والصحف، ما هي إلا جزء يسير من تقدير سمو رئيس الوزراء للصحافة وأهلها. شكراً لك يا خليفة بن سلمان، شكراً لك، إذ بالفعل عجزت أقلام الصحافة عن وصف ما قدمته أنت للصحافة الوطنية المخلصة.