تعرضت إلى الرهبة الكبيرة والقشعريرة وأنا أُشاهد آلاف الناس الذين ودَّعوا المايسترو مهاجم نادي المحرق والمنتخب الوطني لكرة القدم المرحوم الشيخ خليفة بن سلمان بن أحمد آل خليفة إلى مثواه الأخير. كان الحضور مؤثراً جداً لا يمكن أن تصفه بالكلمات ورغم ذلك سيطرت على مشاعري الفياضة لأتمكن من الكتابة وأعبر عما شاهدت؛ فالمنظر يثير الحزن وفي نفس الوقت تشعر بالفخر بأن المرحوم يعشقه الناس ومن كل مكان فالكل شارك وعلى المستوى الرسمي للمملكة لكن ما أثارني وجود نخبة من الرياضيين الكرويين المعاصرين للراحل العزيز من أمثال عدنان أيوب وسالم مبارك ( سليم ) وعبد الله مبارك بعكازه ومحمد الأنصاري وحسن زليخ ونظير الدرازي وآخرين حضروا ليشاركوا الراحل في وداعه الأخير.إن المايسترو جزء من لحمنا ومن دمنا ومن عظمنا فهو قد جعلنا نشعر اليوم بأن كل اللاعبين لهم التقدير والاحترام في حياتهم وحتى من بعد مماتهم والدليل أن مقبرة الحنينية غصت عن بكرة أبيها بالجموع المحتشدة التي ألقت نظرة الوداع على واحد من النجوم الذين جعلوا سماء بلادنا تضيء وتفخر بعطائهم الرياضي غير المحدود.كنت أتصور أن الرياضيين لا يعرفهم إلاَّ الرياضيون لكن ما شاهدته في مقبرة الحنينية يفوق التصور والخيال ويجعلهم يتفاخرون بأنهم أعطوا الوطن الغالي كل حبة عرق وجهد ولهذا وجب على الجميع من رسميين وغير رسميين أن يتواجدوا وهي ظاهرة تعكس قوة التلاحم بين أبناء هذا الوطن وهم كالجسد إذا تداعى أي عضو منه التحمت كل الأعضاء وتعاضدت، والواقع أن ما لمسته يؤكد أننا متحدون في المشاعر نحزن لأي مصاب جلل ونفرح لأي مناسبة وطنية أو رسمية.تغمد الله الفقيد بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.إنا لله وإنا إليه راجعون.