أسئلة كثيرة يرددها الناس، لماذا منطقة شبه الجزيرة العربية لم تخلُ من المشاكل؟ هل سننعم بالاستقرار يوماً؟ من الذي يريد الهيمنة علينا هل هي إيران أم هو الغرب؟وإذا أردنا أن نعرف الإجابة عن هذه الأسئلة علينا أن نعرف أولاً حقيقة العلاقة بين الغرب وإيران، وهي علاقة ظاهرها العداء إلا أنه عداء يشبه عداء اللاعبين في المصارعة الحرة، كل لاعب يقدم خدماته للآخر، بينما يراهن الجمهور على كل منهما وفي آخر اللعبة هما الرابح، ولفهم ذلك علينا العودة بالتاريخ إلى الوراء قليلا عندما ظهر الأوروبيون في منطقة الخليج العربي، أوائل القرن السادس عشر، وقتها بدأ الصفويون بحملة علاقات تجارية وسياسية وعسكرية مع الغزاة البرتغاليين والفرنسيين والهولنديين، وبلغت هذه العلاقات أوجها عندما وصل شاه عباس الأول إلى عرش الدولة الصفوية وهو الرجل الذي عرف بدمويته وعداءه للمسلمين فكان محط أنظار الغرب، ومن هنا بدأ الأثر السيء لهذه العلاقات على منطقة الخليج العربي، فهذه التحالفات كانت مشبوهة استهدفت الدين الإسلامي وخيرات المنطقة، وكانت سبباً في مشكلاتها حتى اللحظة، وبسببها ضمنت أوروبا ديمومة حضارتها التي كانت مهددة بالزوال أمام الحضارة الإسلامية، فكانت «إيران الصفوية» طوق النجاة للغرب.ومع ذلك يبقى هناك سؤال مهم، كيف لإيران اللعب في المنطقة وبينها وبين العرب عداء قديم؟ والجواب أن إيران ارتكزت على العمامة وسلطت اهتمامها عليها فهي مدخلها الوحيد للسيطرة على المنطقة، وبدورها عملت العمامة على تسويغ تدخلات إيران وحث أتباعها على تقديم فروض الطاعة والولاء لإيران بدعوى أنها حامية المذهب وأنها لا تهدف إلا للدفاع عن مقدساتهم، وهكذا باركت العمامة أعمال الفرس، ولذا مهما بلغ التصعيد والتراشق بين الغرب وإيران فهو يبقى في إطار الاستهلاك الإعلامي، فالغرب لا يستغني عن العمامة حليفته في المنطقة وبدونها لن تكون له الهيمنة مطلقاً وقد أثبت لنا التاريخ الحديث كيف أن العمامة كانت سبباً في احتلال لبنان والعراق.وعدم خلو منطقتنا من المشاكل سببه إيران وأجنداتها وتحالفاتها المشبوهة مع الغرب وليس تحالفات دول المنطقة، ولن تنعم منطقة شبه الجزيرة العربية والخليج بالاستقرار والهدوء الكامل في يوم من الأيام طالما أن إيران جارتها، لكن الحق يقال فمنطقة شبه الجزيرة العربية سبق وأن شهدت استقراراً وهدوءاً وذلك عندما كانت إيران واقعة تحت الاحتلال الأفغاني بداية القرن الثامن عشر، ولا أظن أن الغرب سيسمح أن تتعرض إيران لأي احتلال في المستقبل طالما أنها تملك مفاتيح العمامة التي تقدم خدماتها الجليلة له.