مساعي قادة دول مجلس التعاون الخليجي كثيرة ومتواصلة من أجل استقرار هذه الدول وترابطها في العسر واليسر، حملوا على عاتقهم هموم شعوبهم، اقتداء بمؤسسي مجلس التعاون، منهم من فارقونا -رحمهم الله وأسكنهم فسيح جناته- لكن شعوبهم مازالت تعيش على أثرهم الطيب الجميل، ومساعيهم الخيرة للسلم والسلام وتحقيق الرفعة، فشعوب دول الخليج العربية تجني اليوم ثمار ما زرعته بالأمس. الجميل في كل لقاء تشاوري وفي كل مؤتمر وقمة تجمع قادة دول الخليج أننا نستمد التفاؤل من هذه اللقاءات، ربما نطمح بمزيد من هذه اللقاءات، التي تؤتي ثمارها بعد حين، فالهاجس الخليجي تغير، واتضحت بعض الأمور أكثر من السابق، هناك تداعيات متعددة ومتغيرات طرأت على منطقة الخليج بجانب الهاجس «الصفوي»، الذي يدق ناقوسه بين حين وحين، ويشكل خطراً عظيماً ليس على دول الخليج العربي وإنما على جميع الدول العربية، ما عدا الدول التي تتبنى سياسة الإرهاب مع شعوبها وتتخذ من الإرهاب سلاحاً لقمع الأعزل منهم. إنشاء هيئة الشؤون الاقتصادية والتنموية بدول مجلس التعاون تكمل أهداف مجلس التعاون وتحقق أهدافه الاقتصادية، خصوصاً إذا تحقق لدول الخليج تطبيق العملة الخليجية الموحدة، وهي بالطبع نقلة لطالما ترقبتها شعوب دول المنطقة، ولطالما رصدنا وقارنا بين مجلس التعاون، ومساعي الاتحاد الأوروبي ونشاطه المتعدد خصوصاً فيما يتعلق بالعملة الموحدة «اليورو»، والسوق المشتركة بين ما يقارب 19 دولة أوروبية من أصل 28 دولة عضواً في الاتحاد الأوروبي، فأهدافهم واحدة ورؤيتهم واضحة، يجمعهم هم واحد برغم اختلاف لغاتهم وثقافاتهم، وبرغم صراعهم التاريخي على الهيمنة والاستعمار في ما بينهم -بين تابع ومتبوع- إلا أن التحديات التي تواجه الدول الأوروبية جعلت من الاتحاد أمراً حتمياً لا بد أن يتحقق حتى تذوب كل الخلافات أمام الوصول إلى أهم الأهداف بأقل الخسائر.مجلس التعاون الخليجي لا بد أن يحقق التكامل في كل مجال ويحقق الاتحاد، فدول الخليج تنصهر مع بعضها في قضاياها لما لها من مقومات الاتحاد، ومبادئ تفوق مبادئ ومقومات الاتحاد الأوروبي، فالثقافة واللغة والدين وتركيبة السكان، جميعها دلالة على أن دول الخليج وطن واحد، ولا يمكن إلا أن يتحقق الاتحاد، صحيح بأن الفزعة موجودة عند كل دولة وحسن الجوار يجعل الدول آمنة، وأن الاتحاد متأصل خاصة مع وجود «درع الجزيرة». دول الخليج اليوم استطاعت أن ترسل رسائل متعددة وواضحة إلى دول العالم، رسائل قوية تحفظ مكانتها الرفيعة بين دول العالم فهي قوة سياسية واقتصادية لا يمكن تجاهلها، إلا أن الاتحاد الخليجي لا بد أن يشق طريقه إلى النور، فلاتزال شعوب هذه الدول ترجوه، وتحسبه قريباً.* كلمة من القلب للفائزين بأغلى الجوائزتكريم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه، للصحافيين هو تعبير آخر عن الحريات، وإيمان عميق بأهمية حرية الرأي والتعبير، والقيادة ولله الحمد يشهد لها تقديرها للصحافيين والإعلاميين النابع من إيمانهم العميق بالأقلام الوطنية. نبارك لكل صحافي فاز بجائزة أغلى الجوائز -جائزة الأمير خليفة بن سلمان- فهؤلاء الفائزون فخر للبحرين وفخر لكل قارئ يقدر عملهم الصحافي، وتقدير الصحافي لا يتحقق إلا عندما تتحقق حريته في التعبير عما يجول في خاطره متمسكاً بالمواثيق الصحافية ليحقق النهضة والتنمية للشعوب.
Opinion
الهاجس الخليجي.. وأغلى الجوائز
02 يونيو 2016