التصريح الذي أدلى به علي الخميني حفيد مرشد الثورة الإيرانية الخميني، بشأن الإعدامات التي قام بها جده، لابد وأن يتم التوقف عندها. حتى اليوم، يعتبر النظام الإيراني من أكثر الأنظمة «دموية» في التعامل مع شعبه. وبالأرقام الموثقة، سواء لدى الأمم المتحدة وحتى مفوضية حقوق الإنسان و»هيومن رايتس ووتش» الممنوعة من دخول إيران، وغيرها من جهات حقوقية، بعضها مازال بعيداً عن «المال السياسي الإيراني»، كلها أرقام تبين بأن النظام الإيراني ومنذ ثورة الخميني في عام 1979 الساعية لاحتلال كرسي الشاه بهلوي، هو أكثر الأنظمة وحشية. طبعاً، النظام السوري الحالي يحاول أن يصل لنفس المستوى من خلال السفاح بشار الأسد، رغم أنه يمكن حساب عدد الأبرياء المدنيين السوريين المقتولين وضحايا التهجير من ضمن الضحايا الذين أسهم نظام الخميني ومن بعده خامنئي في قتلهم، إذ إيران هي الداعمة الأولى للمجازر التي ترتكب في سوريا، سواء عبر جنود بشار الأسد، أو كوادر «حزب الله» اللبناني الذراع العسكري لإيران. حفيد الخميني أكد بكل قوة الإعدامات العديدة التي نفذها جده منذ توليه أمور الحكم في إيران، وبرر هذه العمليات بأنها «ضرورية» لتثبيت حكم الخميني، وقمع أصوات الرافضين لحكمه، والمعارضين لنظامه. يأتي رده بعد موجة عالمية من الاستنكار والقلق لما يمارسه النظام الإيراني مؤخراً من إعدامات واسعة طالت أطفالاً قصر. أتذكر صوت إيران ومسؤوليها عندما أعدمت الشقيقة السعودية أحد مثيري الفتن والمحرضين داخل المملكة المدعو نمر النمر، وهو العميل الإيراني الصريح في السعودية، أتذكر صراخ وعويل مسؤولي إيران على قتل «عميلهم»، في حين هم يمارسون يومياً عمليات القتل داخل بلادهم بحق شعبهم، أو خارجها في المناطق التي يضعون أيديهم عليها، وهنا نقول بأنه لو ظن بشار الأسد أنه الحاكم المطلق لسوريا، فهو واهم، فالحاكم الفعلي لسوريا بات علي خامنئي بامتياز. الشاهد في قول حفيد الخميني، بأن نظام جده الذي حاول تصوير نفسه لشعب إيران وللشيعة في العالم، بأنه النظام الذي جاء ليكون مرشده متحدثاً باسم الله على الأرض، وأنه النظام الذي جاء لينشر العدالة بين الناس، ما هو إلا نظام عرشه قائم على صف جماجم البشر فوق بعضها البعض، هو نظام جاء ليقمع كل صوت ينتقده، هو نظام لا يعترف أبدا بالحريات، ولا يستسيغ كلمة «معارضة»، وعليه فإن المعارضين لنظام الخميني ومن بعده خامنئي علقوا على المشانق وعلى أعمدة الإنارة، دون محاكمات ولا حضور لممثلي حقوق إنسان، ولا حتى وضع للاعتبار لبيانات دولية من الأمم المتحدة، ولا أمريكا ولا غيرها. قالها الحفيد، بأن جده ولأجل «تثبيت النظام» قام بعمليات إعدام واسعة، ومنذ عام 1979، الأمر الذي يبين بأنه منذ اللحظات الأولى لمسك الخميني لزمام الأمور، كانت هناك جبهات معارضة عديدة له، ورغم ذلك، ورغم أن الخميني شخص وصور نفسه للشعب الإيراني بأنه خير بديل للشاه الذي أتعبهم اقتصادياً، وضيق حرياتهم، إلا أنه بمجرد جلوسه على كرسي الشاه، تبين بأنه أكثر دموية من الشاه، لم يضيق عليهم فقط حرياتهم، بل سلب أرواحهم، وقتل كل معارضيه، ومنع أي صوت ناقد، وسلب الحريات، وكل ذلك استخدم فيه المنبر الديني، واستخدم فيه ادعاء الوصاية بأنه هو ولي الله في الأرض. لماذا نورد هذه المعلومات ونفندها في هذه السطور؟!السبب بسيط جداً، وهو معني بالفئات التي مازالت تدافع باستماتة عن أحد أسوأ الأنظمة على الكرة الأرضية، ونعني النظام الإيراني الدموي العنصري الطائفي. تلك الأصوات التي مازالت «تلعلع» على القنوات الإيرانية بشكل يومي، تحاول الاستمرار في النيل من البحرين، وتشويه صورتها، وتورد الكذب فيما يتعلق بحقوق الإنسان وحريات الأفراد، هي نفسها الأصوات التي «لا تجرؤ» على الحديث بشيء من الحقيقة عن إيران، هي نفسها الأصوات التي تقبل بالجرائم التي ارتكبها النظام الإيراني منذ زمن الخميني وحتى خامنئي، هي نفسها الأصوات التي تقبل بالجرائم التي يرتكبها بشار الأسد لأن ورائها إيران. بالتالي حينما يخرج هؤلاء ليقولوا بأن البحرين تنتهك الحريات، وأن الحريات فيها متراجعة، وتطالب بحماية حقوق الإنسان، عليها أولاً أن تبرر للعالم «قبولها» بالنظام الإيراني من خلال التعاطي مع إعلامه ومسؤوليه وحزبه العسكري وقائده، عليها أن تفسر للعالم كيف أنها تهاجم البحرين التي فيها حقوق الإنسان مصانة، والتي فيها أجهزة عديدة معنية بالحريات، في حين تمارس كل ذلك الهجوم عبر قنوات دولة نظامها صاحب الرقم القياسي في «الذبح الدموي» لشعبه، وبالأخص المختلفين مذهبيا مع النظام. هذه إيرانكم التي تتفاخرون فيها ولا تجرأون على انتقادها بحرف، لأجل كرسي الخميني وتثبيت نظامه الطائفي، قتل الآلاف من شعبه، ومن «معارضيه»، وكل هذا بتأكيد حفيده الذي رأى في عمليات القتل هذه «ضرورة» لتثبيت النظام.
Opinion
حفيد الخميني: جدي قتل الآلاف ليثبت حكمه!
04 يونيو 2016