مع اقتراب موسم انتخابات مجالس إدارات الاتحادات والأندية الرياضية الوطنية، نستذكر واقعنا الرياضي الحالي وما يعانيه من مشاكل وقضايا إدارية ومالية سببها الرئيس غياب مبدأ «الرجل المناسب في المكان المناسب»، وتفشي ظاهرة المحسوبيات التي أتاحت للعديد من المتسلقين الهبوط بـ»براشوتاتهم» إلى القواعد الرياضية ليحققوا من خلالها مكاسبهم الإعلامية والترفيهية ويزيدوا من جراحات وآلام اتحاداتهم وانديتهم، مما أدى إلى تقهقر مخرجات الرياضة البحرينية عامة وهذه الاتحادات والأندية على وجه الخصوص.كل هذا التقهقر تتحمله الجمعيات العمومية في الأندية والاتحادات باعتبارها صاحبة الكلمة الفصل في انتخاب مجالس الإدارات هنا وهناك، والسبب هو تخلي هذه الجمعيات عن مبادئها وقيمها وأمانتها والانصياع وراء المشاعر العاطفية والرغبات الفوقية وتغليب الانتماءات المناطقية والمحاصصة الطائفية والمصالح الشخصية على معيار الكفاءة العلمية والخبرات التراكمية التخصصية، وهو ما كان سائداً في الدورات الانتخابية الماضية.عندما أقول لا لـ»السين والشين» ونعم لـ»الكاف» فإنني أعني ما أقول، وأؤكد بأن استمرار نهج معيار المحاصصة الطائفية على حساب معيار الكفاءة سيزيد من جراحنا الرياضية، وسيدفع شبابنا الرياضيون الثمن غالياً، وستضطر الكفاءات المؤهلة إلى الابتعاد عن الساحة الرياضية، وستتبخر كل مؤهلاتها التخصصية وخبراتها التراكمية وسط الأجواء الملبدة بغيوم التعصب الطائفي والمناطقي والمحسوبيات والمصالح الشخصية.يكفي ما وصل إليه حال أنديتنا الرياضية من ترهل إداري أدى إلى تحويل أغلب هذه الأندية إلى مجرد كيانات إسمنتية لا حياة فيها، ويكفي ما وصل إليه حال اتحاداتنا الرياضية من ضعف بسبب سيطرة سياسة «الون مان شو».حان الوقت لأن تستيقظ جمعياتنا العمومية الرياضية من سباتها العميق وتنفض عنها غبار المحسوبيات والنفاق الزائد، وأن تعود إلى رشدها لتمارس حقها المشروع من دون أي ضغوط أو انصياع إلى أوامر ورغبات فلان وعلان، وأن تضع هذه الجمعيات نصب أعينها معيار الكفاءة أولاً وثانياً وعاشراً، وأن تمسح من قاموسها معيار الطائفة أو المنطقة أو المصلحة الشخصية.رياضتنا برمتها أمانة في أعناق هذه الجمعيات العمومية، فاتقوا الله في أنفسكمخيراً، واتقوا الله في أماناتكم وأنتم على أبواب الشهر الفضيل، بلغكم الله صيامه وقيامه وكل عام وانتم بخير.