كم تألمنا وبكينا على الطفلة الكويتية التي لاقت حتفها على يد والديها، جريمة بشعة هزتنا بعدما قام والد الطفلة البالغة من العمر ثلاث سنوات ونصف وبمشاركة زوجته أم الطفلة، بقتلها ووضع جثتها بقلب بارد في «الفريزر»، وبالتأكيد لا يقدم على هذه الأفعال الشنيعة إلا أناس فاقدو الوعي والعقل، ومن هم تحت تأثير المخدرات والمسكرات. وبالفعل فقد تبين للمباحث الجنائية الكويتية أن الأبوين عندما قاما بالجريمة، كانا تحت تأثير المخدرات. الحمد لله الذي عافانا مما ابتلى به البعض بتعاطي المخدرات، فقد سمعنا قصصاً كثيرة ووقائع يشيب الرأس منها بسبب المخدرات والمسكرات، عافانا الله وإياكم. فرغم فظاعة ما يقوم به الشخص تحت تأثير المخدرات من سرقة وقتل وضرب الآخرين وإهانة نفسه قبل الآخرين، إلا أنهم بصراحة «يكسرون الخاطر»، نشفق عليهم من هذا الابتلاء، ومن هذه المصية، ونشفق على ذويهم وأزواجهم وأهليهم وكل أقاربهم أيضاً، فكل متعاطٍ لم يتعاط المخدرات إلا بسبب، قد يكون بسبب الفقر وكثرة الهموم وقد يكون بسبب الترف والدلع وكثرة المال، وقد يكون بفعل أصدقاء السوء الذين يجرون غيرهم في نفس «النقعة والخراب»، ولا ننسى سبباً رئيساً ومهماً ألا هو الوازع الديني والابتعاد عن الله واللجوء إليه في العسر والهم والمحن. ولربما يكون الفراغ الذي يحيط بالشباب سبباً آخر عندما لا يجد الشاب ما يشغله ويستفيد من وقت فراغه، فالأسباب كثيرة كلها قد تؤدي إلى تعاطي المخدرات إلا أن لا شيء يبرر بأن يكون الإنسان تحت رحمة المخدرات، حتى وإن تكالبت على المرء مصائب الدهر.الشباب العربي يواجه اليوم تحديات كثيرة منها الإرهاب وتعاطي المخدرات وغيرها كثير، فقد أصبحت المخدرات أداة مدمرة بيد أعداء الأمة العربية، أجندة واضحة تشغل الشباب العربي عن أمجاد بلده، تناديهم باسم الحرية لتجرهم وراء العنف والمخدرات والجنس ولا يجد الشباب بعد التعاطي غير السرقة والاختلاس، واتخاذ العنف والإجرام وسيلة لتحقيق غاية تتطاير كالدخان، أجندة أخرى تجعل من التفكك الأسري وتشتت الأبناء وضياعهم وسيلة وطريق آخر للتعاطي وإلى سلوكيات بعيدة عن مجتمعاتنا الأصيلة.من الصعب أن نلوم فئة أو جهة معينة، فجهود الحكومة وعلى رأسها وزراة الداخلية واضحة في التصدي لمنظومة المخدرات بدءاً من تجار ومهربي المخدرات إلى متعاطيها ومروجها. كما أننا لا نستطيع أن نضع اللوم على أسرة المتعاطي فقط، فالأسرة لا شك في أنها لو كان بيدها القدر لتربى أبناؤها على الفضيلة والطريق السوي، ولتمنوا أن يكون أبناؤهم في أعلى المناصب. كما أن المجتمع البحريني مجتمع متماسك يقف معاً ضد المخدرات والإرهاب، ويرفض الحرام بأشكاله، لذلك من المهم أن يعي الشباب مخاطر المخدرات، ويحاول قدر المستطاع أن يبتعد عن كل ما يفكك النسيج الأسري والنسيج الوطني، نسأل الله أن يحمي أبناءنا جميعاً، وأن يبعدهم عن طريق آفتي العصر، الإرهاب والمخدرات. * تهنئة من القلب:كل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، أعاده الله عليكم أعواماً عديدة باليمن والبركات، وأن يجعلكم ممن أعتق رقابهم من النار، وأعانكم على العبادة من صيام وقيام وقراءة القرآن، كل عام ونحن إلى الله أقرب.
Opinion
الحمد لله الذي عافانا
05 يونيو 2016