بعد أن وضع النظام السوري ضمن القائمة البيضاء فسمح لبثينة شعبان ممثل نظام الأسد بالتواصل مع الجمهور الأمريكي، وبعد أن صدر بيان للأمم المتحدة يضع التحالف العربي لإعادة الشرعية لليمن في القائمة السوداء، اتضحت الصورة وتم التأكد بأن المشروع الأمريكي مازال قائماً لمد النفوذ الإيراني عبر وكلائه في المنطقة، بالتعاون مع الأمم المتحدة، تماماً كما تعاونت هذه المنظمة الأممية مع الولايات المتحدة الأمريكية في خداع المجتمع الدولي بخصوص وجود أسلحة دمار شامل في العراق تمهيداً لإسقاط نظامه.لا سبيل الآن لأي تهاون مع أي «نصيحة» أو «توصية» أو أي وسيلة ضغط تأتي من ناحية الولايات المتحدة الأمريكية أو من ناحية الأمم المتحدة، فكلاهما يتحركان على خط واحد وتحت ضغط وتأثير من الولايات المتحدة الأمريكية، وبتنسيق مع روسيا لتقاسم النفوذ في المنطقة فإن وجدا ثغرة في هذه الدولة أو تلك تسمح لتلك الضغوط أن تنجح فإن المركب كله سيغرق لا الدولة الضعيفة فحسب.أما إن وقفت الدول الخليجية ككتلة واحدة، ومعها مصر والمغرب والأردن، وتصدت لأي محاولة للتدخل وفرض أمر واقع عليها فإنهما ستضطران للرضوخ وقبول الأمر الواقع.لهذا وعلى هذا الأساس فإن دول الخليج مطالبة بالتحرك على جميع المستويات الرسمية والمدنية الأهلية ككتلة واحدة وإجبار المجتمع الدولي على التعاطي معها ككتلة واحدة، فذلك هو السبيل الوحيد الذي ممكن أن يتصدى لهذا المشروع.حتى على المستوى التنفيذي وما بعد وزارات السيادة فإن التحرك ككتلة مطلوب من جميع المسؤولين، فلا مجال لأي تهاون مع أي وزير أو نائب أو أي مسؤول معين أو منتخب لا ينسق خليجياً أو عربياً قبل التحرك دولياً، هكذا يجب أن تصدر التعليمات لكل أجهزة الدولة، هذا هو السبيل الوحيد للتصدي لهذا المشروع الخطير الذي وضع بيضه كله في السلة الإيرانية ولا يعرف غير لغة الأمر الواقع.إحياء «جثة» الجامعة العربية مسؤولية الوزراء التنفيذيين لتفعيل لجانها وقراراتها لإعادة إحياء صوتها الموحد، فإن لم يكن لكل الدول العربية فإن الكتلة الأكبر هي التي يجب أن تقود وعلى رأسها الدول الخليجية ومصر والمغرب.لا شيء من الممكن أن يفرض علينا مهما كان حجم المؤامرة وحجم المشروع، فلدينا كل مقومات القوة إن تحركنا بشكل اتحادي وتخطينا مرحلة التعاون والتنسيق وإن اقتنعت أنظمتنا بوجود هذا المشروع، ووضعته نصب أعينها في التعاطي مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتركت عنها الشعور بالرهبة أو بالإعجاب أو محاولة استرضاء المسؤولين في هذه الدولة، فإن رهانهم على هذه الثغرات سيفشل، إذ إنه هو المدخل الوحيد لهم، فقط تذكروا أنهم «نصحوا» الشاه بالمغادرة واقنعوه أنها مغادرة مؤقتة وألحوا وضغطوا وطالبوه أكثر من مرة أن يغادر بحجة تخفيف الضغط، في الوقت الذي كانوا قد اتصلوا بالخميني واتفقوا معه على أدق التفاصيل بما فيها قبولهم بشعارات الموت لأمريكا، هذه هي النصائح الأمريكية تخدم مشاريعهم ولا علاقة لها بالأخلاق أو المبادئ والقيم. ورغم أننا لم نكن بحاجة لنرى الوثائق التي أفرج عنها مؤخراً، ولم نكن بحاجة لانتظار قائمة الأمم المتحدة السوداء لنعرف حجم المشروع، إلا أن هناك من هو بحاجة لتنبيهه ولتذكيره ولفتح عينه وبصيرته حتى ينسى أي تحالف غير «التحالف العربي» بقيادة المملكة العربية السعودية، فذلك وحده هو التحالف الأبيض الذي نحتاجه في البحرين وفي دول الخليج كافة.
Opinion
القائمة البيضاء لا السوداء
07 يونيو 2016