«قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني مستشاراً للحكومة العراقية خلال عمليات تحرير الفلوجة من تنظيم الدولة «داعش»»، هكذا برر وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري وجود سليماني في الفلوجة، وهكذا تتضح الصورة، وتبدو، كيف أن إيران تحتنك العراق، وتسعى لإذلاله، بل وتقوده نحو الهاوية.لاشك في أن القرار الأهوج للحكومة العراقية سيزيد من أمد معركة تحرير الفلوجة من «داعش»، ليس هذا فقط بل إنه سيؤدي إلى زيادة التوترات الطائفية في العراق، ولذا ليس غريباً أن يضاف السبب الأخير إلى أسباب أخيرة ستؤدي بالضرورة إلى إطالة أمد المعركة في المدينة، خاصة في ظل الخلافات الحادة بين الجيش العراقي وميليشيات «الحشد الشعبي» الشيعية، والاتهامات التي وجهتها قادة الميليشيات للحكومة، لاسيما بعدما وصف قائد منظمة «بدر» هادي العامري تحريك فرقة مدرعة إلى منطقة مخمور قرب الموصل أكبر معقل لـ«داعش» شمال العراق، بينما لاتزال معركة طرد مقاتلي التنظيم من الفلوجة أهم معقل له قرب بغداد مستمرة، بـ«الخيانة» استجابة لضغوط أمريكية، على حد قوله، لاسيما وأن قرار العبادي بتحرير الفلوجة قبل التوجه للموصل تضارب مع خطط التحالف الدولي بقيادة واشنطن، حيث كانت الأخيرة تفضل التركيز على الموصل، بدلاً من المخاطرة في معركة طويلة في الفلوجة السنية، والتي تعد من أكثر المدن المناهضة لحكومة الشيعة.أما الازدواجية التي تبدو ظاهرة رأي العين، فتكمن في تصريحات رأس الدبلوماسية العراقية، حينما اعتبر الجعفري اعتراض السفير السعودي في العراق ثامر السبهان على وجود سليماني في العراق «تدخلاً في الشأن العراقي»، بينما تعد استعانة بغداد بقائد فيلق القدس الإيراني في معركة تحرير الفلوجة السنية أمراً مطلوباً بل ومرحباً به!!و«إذا كانت المعركة تحتاج إلى مزيد من الدعم والمساندة الدولية لإنقاذ أبناء الفلوجة من الجرائم المستمرة»، حسبما تدعي الخارجية العراقية، فلماذا تتم الاستعانة بسليماني تحديداً وهو المعروف بطائفيته، حتى وإن كان حسب مزاعم بغداد «مستشاراً يحمل روحه على راحة كفه ومرحباً به»!!وفي ذات الوقت، فإن الازدواجية والتناقض لم يقتصرا على الدبلوماسية العراقية فقط، بل إن واشنطن ضالعة في الأمر أيضاً -وهذا ليس غريباً على الساسة الأمريكيين- بغضها الطرف عن تحركات سليماني في العراق، رغم أنه يبرز كعقل مدبر للعمليات الإرهابية الخارجية التي ينفذها فيلق القدس الذراع العسكرية والأمنية للحرس الثوري الإيراني في المنطقة والعالم بقيادته، منذ أن صنفته كل من واشنطن في عام 2007 والاتحاد الأوروبي عام 2011، في قائمة الإرهاب الدولية، كما وضعته وزارة الخزانة الأمريكية على لائحة العقوبات، بسبب دعمه لنظام الرئيس بشار الأسد في قمع الثورة السورية عام 2011، قبل أن تعلن الخارجية الأمريكية العام الماضي أنها ستبقي سليماني على لائحة الإرهاب الأمريكية. ورغم ذلك، فإن واشنطن راضية عن دوره في العراق وتتركه يمرح ويلعب كيفما يشاء، وبعد ذلك يتساءلون: من المسؤول عن زيادة العنف الطائفي في العراق؟!* وقفة:لا عجب إن طالت معركة تحرير الفلوجة من «داعش» لاسيما إن كان من يشرف عليها مستشاراً إرهابياً مثل سليماني يتحكم في القرار السياسي لحكومة العبادي!!
Opinion
إيران تحتنك العراق بسليماني!!
08 يونيو 2016