ها نحن في الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك، أعاده الله على الأمتين العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات. وحالنا لايزال كما هو حسرة ومرارة وآهات القهر تتغلغل فينا، ونحن نجد بعضاً من الدول العربية تعيش أوضاعاً مزرية. إلى متى سنبقى ننظر وننتظر أن تتحسن حالة المعادلة التي انقلبت وقلبت معها كافة موازين الأمن والأمان منذ ولادتها عام 2011 تحت ما يسمى بـ»الربيع العربي»؟! والتي هي بطبيعة الحال «خريف عربي» بامتياز أودى بالبلاد إلى الهلاك. وإن صح القول إن تلك الثورات خدمت بعض الدول التي أقيمت فيها في حين أنها كانت للدول الأخرى بمثابة تسونامي ناري ليقضي على الأخضر واليابس، ولم يكتفِ بالأحياء من الناس بل امتد ليقضي على معالم المقابر الفردية التي تحمل الاسم والتاريخ، لتحل مكانها المقابر الجماعية مجهولة العدد من الأموات، ولن نتغافل عن الكم الكبير الذي ابتلعته البحار والمحيطات من المهاجرين بسبب هروبهم من جحيم الطواغيت في بلادهم. في كل موقف نعيشه نجد كثيراً من المفارقات التي تجعلك تقف حائراً تائهاً، ففي الوقت الذي نقرأ أن خفر السواحل الإيطالية قامت بإنقاذ ما يزيد عن 1850مهاجراً غير شرعي إلى حدودها هرباً من موت محتم يلاحقهم في ديارهم، نجد أن قوات خفر السواحل البحرينية تقبض على ثمانية إرهابيين هاربين من العدالة بزورق «طراد» متجهين الى إيران. ومع هذا، فنحن الشعب البحريني الوفي تفاجأنا بأيادي الإرهاب تطال مجدداً أحد أفراد جنودنا البواسل على أيادٍ إرهابية آثمة من خلال أفراد تنكروا لكل معالم الإنسانية وتمكنت دولة الإرهاب من التغرير بهم وزرع أمور في عقولهم لا تمت للواقع وللحقيقة بصلة.ولو نظرنا إلى محيطنا الإقليمي، فإن مدينة الفلوجة العراقية الصامدة، يعيث فساداً فيها ما يسمى بـ»الحشد الشعبي» الطائفي المدعوم من إيران، حيث يهلك الحرث والنسل في تصفية تفوح منها رائحة الطائفية البغيضة. مقاتلو «الحشد» يعدمون أبناء الفلوجة الشرفاء الذين يعانون الأمرين بين هذا «الحشد» الهمجي وتنظيم الدولة «داعش»، والاثنان وجهان لعملة واحدة اسمها «الإرهاب». الإرهاب الذي تحتضنه إيران لتنفيذ مخططاتها في زعزعة أمن واستقرار الدول العربية. «الحشد الشعبي» لا يمثل الشيعة بل إننا رأينا الشيعة العرب ينتفضون في وجه إيران، و»داعش» لا يمثلون أهل السنة، والسنة من التنظيم المتطرف براء.في حين أن الأمم المتحدة والدول الكبرى تغض البصر عن جرائم وانتهاكات «الحشد الشعبي» في العراق، وتدعي ظلماً وزوراً بانتهاكات حقوق الإنسان في دولنا التي تمثل نموذجاً راقياً في فن التعامل مع الإنسان وحقوقه. ماذا عسانا أن نفعل ونحن نسمع كل يوم عن الخلايا الإرهابية المزروعة داخل البساتين وفي دهاليز البيوت وعلى المنقلب الآخر الخطط الإرهابية الخارجية التي تحمل بصمات إيرانية واضحة، كلاهما يسعى لزعزعة أمن وأمان البلاد؟!