عندنا في البحرين بعض الملفات الموسمية، هذه الملفات هي ملفات عالقة وتتكرر كل عام دون أن يجد القائمون عليها حلاً!!فمثلاً موضوع تجمع مياه الأمطار ملف موسمي، فكل سنة نعيد نفس السيناريو بنفس الحلول، على أمل الحصول على نتيجة «جديدة» و»مختلفة»، وملف «صيانة المدارس» الذي يبدأ مع موسم المدارس، ولا تزال هناك بعض الفصول تحتاج إلى صيانة!! حتى شهر رمضان يضم عدداً من الملفات الخاصة به، ولكني اليوم سأخص في حديثي ملف «التبرعات والصدقات».أخبرني أحد المقتدرين بأنه لا يعرف الوجهة الصحيحة لتقديم تبرعاته وزكاة ماله!! يقول إنه «نتيجة الأخبار المشينة التي طالعتنا بها بعض الصحف حول «مصير» التبرعات صرت أخشى ألا تصل أموالي إلى مستحقيها»!!ويقول آخر: «في منطقتنا بدأت تنتشر ظاهرة جديدة كنت أظن في البداية أنها ظاهرة إنسانية راقية، ولكن مع بدء انتشارها بدأت أشعر بأن العملية غير منظمة، فلقد بدأت تنتشر ظاهرة صناديق التبرعات في كل مكان، فمن صناديق التبرع بالملابس، إلى التبرع بالنقود».يقول: «إن التبرع شيء رائع وجميل وهو انعكاس لتكافل الناس وتعاون بعضهم بعضاً، ولكن تعدد الصناديق وتعدد الجهات والجمعيات مثير للشك!! فأين تذهب محتويات هذه الصناديق، وهل تذهب لمن هو محتاج لها؟وحدثني آخر سائلاً: ألا تعرفين شخصاً يحتاج إلى «ماجلة» خلال رمضان!! فاستغربت سؤاله!! أفلا توجد قوائم تقومون على أساسها بإعطاء التبرعات!!وأعتقد أنكم أيضاً أيها السادة القراء تصلكم بشكل متكرر «مسجات» حول إذا ما كنت تعرف شخصاً يحتاج إلى سرير طبي، أو شخص يحتاج إلى مقعد متحرك، أو شخص يحتاج إلى أشياء أخرى!! إن الموضوع في ظاهره رائع وإنساني جداً لكنه ينم عن عدم التنظيم.فلم لا تكون هناك جهة واحدة تختص بجمع التبرعات بمختلف أنواعها وتسندها إلى المحتاجين إليها فعلاً؟ لم لا تكون هناك جهة تخضع لرقابة كاملة تكون مهمتها حفظ هذه التبرعات من التلاعب وتضمن وصولها إلى الفئة المستهدفة كبيت الزكاة في دولة الكويت مثلاً؟!لا أقصد من كلامي ألا تمارس باقي الجمعيات أو حتى الأفراد هذا العمل الخيري ولكني أقصد تنظيمه وإخضاعه للرقابة. فكل شخص متبرع يأمل من وراء تبرعه حصوله على الأجر من رب العالمين أولاً ويأمل كذلك أن تصل تبرعاته إلى الشخص المحتاج فعلاً.