أقولها وبكل صراحة، من «العار» أن يكون مسمى توم مالينوسكي هو «مساعد وزير الخارجية الأمريكية للديمقراطية وحقوق الإنسان»، لأنه وبما يمارسه من نشاط تجاه البحرين، أثبت بأنه «عار» أن يحسب على «حقوق الإنسان»، فهو يتحدث عن حقوق «إرهابيين» و«محرضين»، وهما النوعان اللذان تحاربهما إدارته الأمريكية أشد محاربة.طبعاً سيخرج الآن من «رقصوا» على تصريحات مالينوسكي، من ضالعين في الانقلاب الفاشل، ومن «مطبلين» للنظام الإيراني الأجنبي على حساب نظامهم البحريني، ومن مناصري المحرض علي سلمان، ليقولوا بأن رأيكم يا عملاء النظام البحريني لا يهمنا، فهذا رأي توم مالينوسكي، وما أدراكم ما مالينوسكي، إنه «نفر كبير» في الخارجية الأمريكية.لكننا نرد على ذلك بالقول «وافق شن طبقه»، وما يمدح السوق غير الرابح فيه، رغم أن مالينوسكي قارب وقت صلاحيته على الانتهاء مع قرب خروج باراك أوباما من البيت الأبيض، وفوق ذلك نقول كبحرينيين مخلصين لأرضنا وموالين لنظامنا –لا النظام الإيراني– بأن كلام مالينوسكي الذي تحرك في البحرين وشارك حتى الانقلابيين أنشطتهم لا يهمنا، فخيراً إن شاء الله، من هو أصلاً ليملي على البحرين كلامه.وإن كان من سيقول بأنكم لا تهتمون به، فلماذا تردون عليه وتجعلون له شأناً؟! وردنا بأننا في حالات لابد وأن نطبق خلاف المثل القائل: لو كل (...) عوى ألقمته حجراً، لصار مثقال الحجر دينارا. بالقول: إنه في حالات حينما ينعق غراب أسود فوق بيتك ليزعجك، فلابد له من حجر يجعله يهرب هلعاً، أو يشج رأسه، خاصة وإن كان لنعيق هذا الغراب جمهوراً يطربون له ويصفقون.عموماً، حضرة السيد مالينوسكي يطالب مملكة البحرين بالإفراج الفوري عن «صديقه» علي سلمان، والله رائع يا أمريكا، وصلت لمستوى بناء الصداقات مع المحرضين والإرهابيين، ومن ثم مطالبة دولهم عدم تطبيق القوانين عليهم، فقط لأنهم أصدقاؤكم؟!الفارق الغريب أن أصدقاءكم هؤلاء، هم موالون لإيران التي تصف نظامكم بـ «الشيطان الأكبر»، في حين أن أصدقاءكم –يفترض– أن يكونوا الدول مثل البحرين التي تستضيف قواتكم العسكرية ومقر قيادة الأسطول، والتي وقعت معكم اتفاقية التجارة الحرة، والتي يتمتع فيها رعاياكم بكل أنواع الاحترام والمعاملة الحسنة، وفوق ذلك بينكم وبينها اتفاقيات وأموال خارجة وداخلة، فمن أولى يا مالينوسكي بصداقتك؟!ما يثير الشفقة إزاء أنظمة سياسية مثل نظام أوباما، أنه يصور نفسه للعالم على أنه النظام الديمقراطي الذي حول المجتمع لجنة الله على الأرض، لكن العكس هو الصحيح، والبعض يحكم على الولايات المتحدة فقط بما يراه عبر التلفزيون أو السينمات من أفلام ومسلسلات وبرامج موجهة بترتيب محبوك للخارج، لكن الداخل الأمريكي مغاير لذلك تماماً، سواء من ناحية تفشي الجريمة، ونسبة الفقر والبطالة، إضافة للضرائب وغيرها. أقلها تابعوا أفلام الرجال أصحاب الجرأة في نقد واقعهم مثل المخرج الأمريكي مايكل مور لتعرفوا أمريكا على حقيقتها.أواصل القول بأن ما يثير الشفقة، أن نظام سياسي مثل نظام أوباما ومن سبقه، هو من الضعف الإداري – باسم الديمقراطية – لمستوى يمكن فيه لتصريحات فرد محسوب على النظام أن يهز أركان علاقات تاريخية متينة بين أمريكا وحلفائها، والمخجل أن الرئيس نفسه يقف وكأنه عاجز، ليبرر بأن هذه التصريحات لا تمثل النظام – رغم أنها صادرة من شخص رسمي – أو أنها – ضريبة الديمقراطية – أو أن يخرس ولا ينطق، مثل حالات كثيرة مر فيها أوباما.فقط نقول، هذا هو الفرق بين نظام كالبحرين لا تقبل فيه قيادته ولا يقبل فيه ملكه بمسؤول بحريني يخرج ليصرح بكلام «أرعن» يضر فيه العلاقات مع الجيران أو الأصدقاء، والفارق بين نظام «مهلهل» إدارياً، لا يستطيع شخص مثل أوباما أن يضبط موظفيه، ولذلك نرى دائماً بأن كثيراً ممن تولوا رئاسة الدولة العظمى – يفترض – يمثلون حالات غريبة للدراسة، إما من ناحية الهوس الشخصي، أو الميول الغرائزية، أو الخبرة السينمائية السابقة، أو الفشل الإداري، وطبعاً قد نصل لمرحلة «الجنون المطلق» في القريب من الأشهر.مالينوسكي يريد من البحرين أن تطلق صديقه علي سلمان، طيب انتظره لينهي عقوبته، بعدها خذه عندك في أمريكا وأعطه الجنسية، وإن شاء الله يتحرك هناك لإسقاط النظام الأمريكي، فالرجل شعاره «باقون حتى إسقاط النظام»، المهم نظام يرضي سقوطه إيران، ولنرَ حينها ماذا سيفعل الأمريكان. عار على مصطلح «حقوق الإنسان» يا مالينوسكي، إذ ماذا عن حقوق بقية البشر في البحرين التي تضرب بها عرض الحائط، من أجل شخص واحد، هو صديقك، وفي نفس الوقت محرض وإرهابي ومعادٍ للدولة والنظام وواصف للشرطة بـ «المرتزقة»، وشخص قال بأنه «عرض عليه حتى السلاح ليواجه الدولة»، ورجل جلس مع حسن نصر الله زعيم «حزب الله» اللبناني الذي تعتبره أمريكا حزباً إرهابياً، يعني يا «راجل» إدارتك تصف حزباً بأنه إرهابي وصديقك الذي تدافع عنه جالس مرات عدة مع قيادة الحزب.عموماً، حينما يتكلم مالينوسكي عن البحرين، نقول له أولاً ليخبرنا عن وضع معتقل غوانتنامو الرهيب، هل أغلقه أوباما أم لا، رغم أنه وعد بذلك منذ 8 سنوات، وهل يعرف بانتهاكات حقوق الإنسان الرهيبة فيه أم لا؟! لكن طالما هذا المعتقل «الملوث» بالتعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان مفتوحاً، نقول لهذا الشخص وكل مسؤول غيره يريد أن يتفلسف على البحرين، نقول له بالبحريني «ابلع لهاتك وانطم»، فأقذر المواقف هي تلك التي تدعي فيها العاهرة الشرف.أخيراً لا تطالبونا بأن نحترمكم وأنتم تتطاولون على البحرين بلادنا، تريدون أن نحترمكم، أولاً احترموا أنفسكم، والزموا حدودكم.
Opinion
كما «العاهرة.. التي تدعي الشرف»!!
13 يونيو 2016