في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات منادية بالممارسة الديمقراطية في انتخابات الاتحادات والأندية الرياضية المحلية انسجاماً مع المشروع الإصلاحي الذي أطلقه جلالة الملك المفدى قبل أكثر من خمسة عشر عاماً، نجد على النقيض من ذلك تحركات باتجاه التعيين الكامل ضاربين بحقوق الجمعيات العمومية عرض الحائط والهدف هو التمسك بالمقاعد الإدارية والتمتع بمميزاتها وخصوصاً في الاتحادات الرياضية!هذه الأيام تعيش الأسرة الرياضية البحرينية مرحلة التحضير للدورة الانتخابية الجديدة للأندية والاتحادات الرياضية والتي تستمر حتى 2020، وقد بدأت عملية التخطيط والتربيط لهذه المرحلة ولكن ليس بالنهج الذي تبنى عليه الانتخابات المعتادة بل بالعكس نجد أن من يتحرك و يخطط هم أعضاء مجالس إدارات الأندية والاتحادات الحاليين وليس أعضاء الجمعية العمومية الذين يمتلكون حق تحديد مصير مجالس الإدارات!غالبية مجالس إدارات الأندية والاتحادات تسعى للمماطلة في إعلان موعد انعقاد الجمعية العمومية وتتحرك باتجاه تأجيلها وتدفع باتجاه تزكية من تراهم يسيرون في فلكها وتحاول وضع العراقيل أمام الجمعية العمومية حتى تجبرها على الاستسلام للواقع (المزيف) وبالتالي تضمن استمراريتها دون أن تكترث بمستقبل هذه الأندية والاتحادات التي تبدو وكأنها تحولت إلى «أملاك خاصة» يتحكم فيها الإداريون المهيمنون على مركز القرار و«المعشعشون» على الكراسي الإدارية!لقد أصبحت الإدارات في غالبية الأندية والاتحادات الرياضية عندنا تنظر إلى جمعياتها العمومية وكأنها «بعبع» مخيف والسبب أن هذه الإدارات تريد أن تعمل بدون حسييب ولا رقيب وتعتقد بأن العمل التطوعي لا يجوز مراقبته ومحاسبته وهذا اعتقاد خاطىء شكلاً ومضموناً لأنه إذا غاب الرقيب والحسيب سوف تتوسع قاعدة الفساد وستتراجع النتائج والضحية في نهاية المطاف هي الرياضة ومن يمارسها بإخلاص!نحن نقدر ونحترم كل من يعمل طواعية في مجال الرياضة البحرينية سواء في الاندية أو الاتحادات ونحييهم على تحمل مسؤولياتهم الشاقة وسط الظروف الصعبة التي يعملون فيها وبالذات في الأندية، غير أن ذلك لا يعفيهم من المحاسبة والمراقبة وهنا يبرز دور الجمعيات العمومية التي يجب أن تفعل عملياً لا أن تحارب وتنصب لها الكمائن وتصنف في خانة التجريم! إلى عشاق المناصب وهواة التمسك بالكراسي نقول اتقوا الله في أنفسكم خيراً واعملوا بمقولة «لو دامت لغيرك ما وصلت لك» ولا تنسوا مقولة «لكل زمان دولة ورجال» وأن التغيير سنة الحياة، فهل أنتم مدركون؟!