لم تمر»غزوة قوم لوط» الإرهابية التي شنها ذئب منفرد، وتبناها تنظيم شذاذ الآفاق «داعش» في أورلاندو، دون أن يستثمر في أسهمها الأفاقون الآخرون المشاركون في «غزوة البيت الأبيض» سعياً لرئاسة أمريكا. فقد عاجلنا القبيح دونالد ترامب بجعله من الحادثة برنامجاً دعائياً له لمنع المسلمين من دخول أمريكا تحت عنوان «ألم أقل لكم؟»، ولم يكن ذلك خارج سياق القبح الذي يجري في دورته الدموية، لكن أن تقول المرشحة هيلاري كلنتون «على السعوديين والكويتيين والقطريين منع مواطنيهم من التحويلات للإرهابيين»، فلا يبقى إلا أن نقول حتى أنتِ يا هيلاري! لقد اعتدنا على أن العلاقات العربية الأمريكية لا تخضع إلا بصعوبة لتعريف إيجابي خلال السباق الرئاسي الأمريكي، وبعد الاستدارة الأمريكية عن الخليج العربي يبدو أننا مربوطون قسراً بتمويل الحملات الانتخابية الأمريكية بالإرهاب، كما يريد المتسابقون وليس بالأموال كما يفعل الصهاينة، فنحن الذريعة التي يبحث عنها كل مرشح لإرضاء «أيباك» لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية «AIPAC»، فعند كل عملية ينفذها ذئب داعشي أعرج لابد من تحميل الخليج جريرته، حتى ولو كان من «بوكو حرام». ولن نفلت من دور الملام حتى لو كانت لدينا نظرية أمنية لمكافحة الإرهاب واضحة، وذات مبادئ مترابطة، وتشكل كلاً متكاملاً، وستبقى جهودنا مستباحة، يغتصب منها كل مرشح ما يشاء ويترك ما يشاء. والغاية من هذه القصدية العالية هي أن علينا تقديم أوراق اعتماد جديدة في البيت الأبيض كلما وصلت إدارة جديدة. ففي تقديرنا لم يكن قرار أوباما التوقف عن بيع ذخائر القنابل العنقودية للتحالف العربي مستمداً من مرجعيات موثقة بسقوط المدنيين منها في اليمن، بل كان مستمداً من حفريات التحامل في المزاج الصهيوني حوله، وركوب الموجة الحالية المناوئة للرياض والخليج عامة. ويبدو أن علينا الترويج لردودنا الحازمة بوصفها منتجات سياسية ناجحة، وقابلة للتكرار، كتنفيذ «عاصفة الحزم» دون مشاورة البنتاغون، والتهديد بسحب الودائع فتراجعهم عن اتهام الرياض بأحداث 11 سبتمبر بعد عملية جس نبض لئيمة، والاعتذار الأمريكي المهين من السفيرة حتى الناطق الرسمي، للدوحة في حادثة البيرق، وقبلها التأنيب البحريني المذل لسفيرهم السابق الذي كان يدس أنفه في غير محله.* بالعجمي الفصيح:يظهر جلياً أن الرد الخشن المحمل بنزعات تضاهي تصرفاتهم اللاعقلانية هو الذي سيعيد البيت الأبيض ورؤساءه الآفلين والقادمين إلى تفهم أن للخليجيين حيز مناورة كافياً للرد عليهم.* المدير التنفيذي لمجموعة مراقبة الخليج
Opinion
غزوة قوم لوط
22 يونيو 2016