الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة بدأت تعطي ثمارها، فقد بدأ بعض المخفي في الظهور، وتبين بما لا يقبل الشك أن البعض الذي يقف وراء تعقيد الأمور يرمي إلى الوصول لهذه المرحلة لـ «يستعرض عضلاته»، وإلا ما هو تفسير التصريح الفارغ الذي أدلى به المدعو قيس الخزعلي أمين عام ما يسمى بـ «عصائب أهل الحق» العراقية وهدد من خلاله مملكة البحرين، وقال إن «العصائب مستعدة لدعم الشعب البحريني في مواجهة النظام إذا ما تعدى الخطوط الحمراء»؟ وما هو تفسير قوله «إن الوسائل السياسية لا تكفي لوحدها»؟الخزعلي ظهر أخيراً في تسجيل مصور تم تداوله عبر المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي قال فيه «تجربتنا في العراق إن الأسلوب السياسي والدبلوماسي لوحده لا يكفي لتحقيق نتيجة حقيقية، هو مطلوب لكي يرى العالم المظلومية، لكن لوحده لا يكفي، ولابد أن ينضم إليه جانب المقاومة». وإن «هذه رؤيتنا منذ البداية فيما يجري في البحرين» وإنه «ما لم يتصدى شعب البحرين لطريق ذات الشوكة ويجد (.....) قوة تقف أمامه لا يستطيع أن يقهرها، حينئذ ينصاع وتأتي الحلول المنصفة». ولتأكيد أنه لا يكتفي بإسداء «النصح» قال بوضوح «نحن مع هذا الخيار وندعمه بكل ما نستطيع»، وأبدى استعداده «لدعم الشعب البحريني وأهل الأحساء والقطيف»، مؤكداً أن «هناك جزء كبير من فصائل المقاومة يعتقدون أن واجبهم «الثاني» إلى جانب «الحشد الشعبي» هو نصرة البحرينيين وأهل الأحساء والقطيف في حالة تجاوز (.....) خطوطاً حمراء»!ما قاله هذا الشخص الذي يفترض أنه لا علاقة له بما يجري في البحرين أكد العلاقة بين ذلك البعض الذي سعى إلى إحداث التغيير عنوة وبين العديد من التنظيمات العنيفة في العراق وإيران ولبنان، وهذا إنجاز طيب يسجل للحكومة، فمثل هذا الكشف ما كان يمكن أن يحدث لولا قيامها بالإجراءات الأخيرة التي من الواضح أنها أخرجت البعض من «طوره».حتى ساعة كتابة هذا المقال لم يصدر «بيان» آخر من التنظيمات الأخرى في تلك الدول سوى ما عبر به بعض المسؤولين الإيرانيين الذين رأوا أن الإجراءات الأخيرة ستزيد من تعقيد المشكلة، لكن الأكيد أن بيانات أخرى ستظهر هذه الأيام، كلها ستحمل تهديدات يعتقد أصحابها أن حكومة البحرين ستخاف منها وتتراجع عن خطوتها الأخيرة التي تعتزم مواصلتها والتي هي بمثابة الكي الذي هو آخر الدواء.بالتأكيد ليس جديداً معرفة ما يحصل عليه البعض هنا من دعم مادي وإعلامي من قبل العديد من التنظيمات «الثورية» والحكومات في العراق وإيران، ومن «حزب الله» في لبنان، وفي غيرها، وليست غريبة ردة الفعل التي وفر الخزعلي مثالاً عليها، الجديد هو الاصطفاف السريع والإعلان بوضوح عن العزم على الدخول في مرحلة جديدة من العنف ولكن تحت عنوان المقاومة.الرسالة التي ينبغي أن يفهمها كل العالم هي أن ما يجري في البحرين مشكلة بحرينية وأن أهل البحرين قادرون على حلها بأنفسهم وأنهم لا يحتاجون إلى الغريب ليعينهم على ذلك، وأن الأولى من الاستنفار وتوجيه التهديدات التي بالتأكيد لن تعطيها حكومة البحرين أي اعتبار هو مساعدة ذلك البعض على العودة إلى عقله وقراءة الساحة قراءة صحيحة واعية، فالآخرون أيضاً لن يقفوا مكتوفي الأيدي وهم يرون تدخل التنظيمات وحكومات العراق وإيران وكل المصطفين معهم في شأن لا يخصهم.إخراج ورقة العصائب في هذا الوقت لم يكن موفقاً وفضح ذلك البعض، ما يؤكد نجاح الحكومة في الإجراءات التي اتخذتها أخيراً والتأكد من تورط الحكومتين العراقية والإيرانية في دعم ذلك البعض الذي من الواضح أنه لا يزال دون القدرة على التعلم.