من أهم شروط الحصول على شرف الجنسية في بلد غير بلدك لتكون بعدها مواطناً حقيقياً، لك حقوق وواجبات تجاه ذلك الوطن، الذي منحك ذلك الشرف، هو أن يكون ولاؤك مطلقاً لتلك البلاد التي احتضنتك ومنحتك جنسيتها، وأن تتمسك بدستور وقوانين تلك البلاد، وتقدم لها الولاء والطاعة، وألا تكون خيانة الوطن مع بلد آخر إحدى صفاتك، حتى وإن كان البلد هو مسقط رأسك، بل عليك أن تدافع عن بلدك الذي منحك جنسيته إذا لزم الأمر لأنه منحك حياة جديدة تبني مستقبلك ومستقبل أبنائك فيها، وكل من يخالف ما سبق ويخرج على دستور وقانون البلد ويتعاون مع بلد أجنبي بغية تغيير النظام ونشر الفوضى في المجتمع فهو يعرض نفسه لصفة خيانة الوطن، وللدولة بعد ذلك الحق بأن تسقط جنسيتك «كائناً من تكون» حتى وإن لبست عمامة الولاية.ارنولد شوارزنيجر -خطر على بالي وأنا أحضر كتابة المقال- ممثل وسياسي جمهوري أمريكي من أصل نمساوي، كان حاكم ولاية كاليفورنيا الأمريكية، حمل الجنسية الأمريكية في 1983، أظهر ولاءه لأمريكا في جوانب عدة، فهي التي حققت له أحلامه كممثل وسياسي وفوق ذلك كله حلمه بأن يعيش حراً يتمتع بحقوق لم ينلها في بلده، كما نالها في الولايات المتحدة، فقد كانت أمريكا بالنسبة له مصباح علاء الدين التي حقق من خلالها الشهرة والثروة، وأمثال ارنولد كثيرون في أمريكا من علماء وأطباء ورجال أعمال من مختلف الجنسيات، على النقيض في مملكة البحرين، البعض منح الجنسية منذ الخمسينات والستينات، ومازالت المواطنة بالنسبة لهم حقوقاً وليست واجبات، ارنولد شوارزنيجر طور ورفع اسم أمريكا رغم أنه اكتسب الجنسية الأمريكية في الثمانينات، بينما من اكتسب الجنسية البحرينية في الستينات مازال نعيقه يصل آخر العالم، «يفترون» ظلماً على البحرين، لا هدف غير إسقاط البلد لتكون في كنف إيران، «المصيبة» أن بعض مكتسبي الجنسية هم أكثر شراسة وعنصرية على أبناء البلد، وهم دائماً يرددون «لا للتجنيس».«اسحقوهم»، كلمة كانت دفينة في النفوس، وتفعيلاً لـ«اسحقوهم» كان الشهداء والأيتام والأرامل، فالطائفية لون واحد لا تعرف لوناً آخر، عيسى قاسم وأمثاله كثر يرفضون إلا أن يكون ولاؤهم لإيران، فأين كانت منظمات حقوق الإنسان عندما أعلنها للملأ «اسحقوهم»؟ لم تتحرك هذه المنظمات لإدانته برغم أن هذه الكلمة كانت بمثابة قنبلة، فالبعض اتخذ من الإرهاب هوية لـ«اسحقوهم»، فهي إن خرجت من فم عيسى قاسم اعتبرت فتوى، والفتوى عند البعض، خاصة المتشددين، يجب أن تطبق حتى لو كانت ضد مبادئ الإسلام وضد الإنسانية.الحكومة البحرينية سكتت لفترة طويلة على من هم من أمثال عيسى قاسم، الذي فتحت له البحرين أبواب العيش الكريم، ومهدت له لحوار متمدن حضاري، ولكن كانت أبوابه مغلقة لا تريد خير هذه الأمة، وإن كان إسقاط الجنسية شيئاً عظيماً عليه وعلى أتباعه، فإن نشر الطائفية وكراهية النظام وتقسيم الشعب الواحد أعظم من ذلك، في قوله تعالى «والفتنة أشد من القتل»، حكومة البحرين أسقطت الجنسية عن الذين تورطوا في الإرهاب مع تنظيم الدولة «داعش»، برغم أن معظمهم أبناء هذا الوطن أباً عن جد، ولكن يبقى أمن الوطن فوق كل الاعتبارات ولا أحد فوق القانون، من يحترم البحرين تحترمه ومن يخون الوطن لا مكان له بيننا و«الباب يفوت جمل»، ولا ننسى أن البحرين فتحت أبوابها للجميع وأرادت أن يعيش في كنفها من يصونها ويكون بذرة خير في البلد، تسقى بحب وتجمع جميع الشرائح والطوائف تحت ولاء البحرين والبحرين فقط.