صراخهم على قدر الألم، وبـ«هم» نعني أولاً الإيرانيين، ومن بعدهم أذيالهم في العراق وفي جنوب لبنان، يضاف إليهم كل عملائهم وطوابيرهم الخامسة الذين ينتشرون حول العالم.ولماذا هذا الصراخ والعويل، والذي وصل لمستوى «الهذيان» و«الهلوسة» و«لغة التهديد»؟!لأنه وبكل بساطة، عميلهم «الأهم» سقط، الرأس المدبر الذي اعتمدوا عليه، وضعت البحرين لنشاطاته وتحركاته حداً، وقطعت دابره.لذلك، فإنه لا بد من استيعاب المشهد جيداً هنا، إذ الصراخ والعويل الإيراني ليس لأن عيسى قاسم يمثل مرجعاً دينياً، بل الدين آخر شيء يكترث به نظام «خامنئي»، باعتبار أن الدين لديهم «أداة لاستعباد» الناس، الصراخ والعويل بأن «عميلاً سقط»، واستمرارية لأطماعهم في البحرين قد تنتهي، أو قد تستمر لكن ليس بنفس الزخم المعتاد بوجود شخصية لو قالت للناس «موتوا لأجلي» لفعلوا.وهنا الكارثة بالفعل، حينما يصور شخص بشري فانٍ للناس ومن يصدقونه، حينما يصور لهم نفسه وكأنه في منزلة إلهية، وأنه «مقدس» أكثر حتى من الرسل والأنبياء، وأنه لأجله يجب على الجموع أن تحرق نفسها.عموماً، الصراخ الإيراني على قدر ألم الخسارة، والتهديدات التي صدرت من الحرس الثوري وفيلق القدس ومن كل مسؤول «يسجد» لخامنئي قبل سجوده لله، كلها تثبت بأن «عيسى قاسم» صناعة إيرانية، وماركة خامنئية مسجلة، ولا علاقة له بالبحرين والولاء لها البتة، وأن كل من يدافع عنه ويستميت لأجله، هو من نفس الفصيل، الذي لو خيرته بين الولاء للبحرين أو إيران، لاختار نظام المرشد الأعلى.بالتالي صراخ «العملاء» و«الأعداء»، هو ما يعني أن البحرين كدولة مؤسسات وقانون تمضي على الطريق الصحيح، والهيجان الإيراني، والاستنزال الإعلامي المتهور بمضامين الكلام العدائي الحربي الواضح، كلها تبين حجم الاستهداف الذي يطال البحرين، ويبين حجم النوايا المضمرة لهذه الأرض.تخيلوا في شأن سحب جنسية المحرض والمعادي للنظام والدولة وشعبها عيسى قاسم، لم يتحرك في الموضوع ويعلق عليه سوى النظام الإيراني «وتابعه» النظام العراقي، يضاف إليه تصريح مقتضب من مسؤول في الخارجية الأمريكية، ومسؤولة في فرع من فروع أجهزة الأمم المتحدة، في المقابل المجتمع الدولي كله صامت وساكت!لربما مستوى التفاعل هذا، فيه من الصدمة ما فيها بالنسبة لعملاء الداخل، ومن يعولون دائماً على «خداع الغرب» وجر أقدام العالم معهم في القضايا الداخلية بالبحرين، حتى يصدروا أقلها بياناً أو سطوراً تعبر عن القلق من الإجراءات القانونية التي تتخذها الدولة.لم يصرح من الولايات المتحدة الأمريكية إلا جون كيربي، وقال بأنهم يشعرون بـ«القلق».وفي جانب الأمم المتحدة المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان رافينا شامداساني، وقالت بأنها تشعر أيضاً بـ«القلق».طبعاً الأمريكان معروف قلقهم لماذا؟ فالأوراق التي كانوا يمسكون بها بدأت تفلت بقوة وتتبعثر، فعلي سلمان محكوم في قضايا أدلتها صريحة وواضحة، وتهديده وتلويحه إلى السلاح وإمكانية استخدامه جعلت الأمريكان «يبلعون شوكاً» ويسكتون، يضاف إليها إغلاق «الوفاق»، والآن الإجراء المتخذ بحق رأس التحريض في البحرين. بالتالي طبعاً، لا يحق للبيت الأبيض ممارسة الفلسفة الكلامية هنا، ولا المطالبة بإجراءات هي أصلاً تعتبر تدخلاً في شؤون البحرين، فقط متاح لأوباما وجماعته بأن يمارسوا «القلق»، حتى يأتي ترامب أو غيره ليقول لهم «اخرجوا من البيت الأبيض».أما الأمم المتحدة، فنشكر المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان على «قلقها»، لكننا ننصحها بأن توفر كمية أكبر منه، لتوجهه إلى سوريا والمجازر والفظائع التي يرتكبها نظام بشار الأسد المدعوم من إيران، والمدجج بأسلحة وعتاد ورجال من الحرس الثوري و«حزب الله»، هناك يا رافينا اقلقي، هناك.أما بعض الكتابات التي تطرقت للموضوع، سواء أكانت على شكل أخبار أو تقارير أو تحليلات، فتحديد أسماء المعنيين بها وخلفياتهم تكشف لكم «جوقة» كبيرة من إما «الجهلة» سياسياً وتاريخياً بما تتعرض له البحرين من استهداف إيران وإرهاب داخلي ينفذه الطابور الخامس والعملاء، أو أنهم «قبيضة» و«مستفيدون» من الأموال الإيرانية والتسهيلات والهدايا التي تقدم لهم، أو أنهم من الفئة الثالثة الشهيرة في الغرب والتي يميزها «حقدها الواضح» على الأنظمة العربية وتحديداً دول الخليج وحكامها، حسداً وكمداً على النفط والأوضاع المعيشية، بالأخص الدول الخالية من الضرائب.هنا نقول لكل «ناعق»، بخلاف «غربان» النظام الإيراني وعملائهم وطوابيرهم الخامسة، بأن البحرين تمارس اليوم حقها الأصيل في تطبيق قوانينها، البحرين اليوم أنهت سنوات طويلة من التعامل بحلم وسعة صدر مع خونة وعملاء وإرهابيين، البحرين اليوم ستقوم بمثل ما تقوم به دولكم من إجراءات بحق المحرضين على الأمن الداخلي، والداعين للفوضى والانقلاب.إيران لتصرخ حتى آخر نفس لها، وعملاؤها سيكتب لهم الفشل واحداً تلو الآخر، والتاريخ يشهد، البحرين كانت ومازالت وستظل عصية عليكم وعلى طوابيركم.