لطالما كان الشعب البحريني منذ المؤامرة الكبرى في 2011، يطالب بمساعٍ جادة لإيقاف المهازل السياسية التي تبنتها جماعة «الإرهاب» في مشاهد مؤسفة ومخزية أدت إلى عدم استقرار البحرين، وكانت المطالبات الكثيرة من الشعب البحريني هي الحد من اللعب في مصائر الناس على حساب الأمن البحريني واستقلاليته وحرية شعبه، فكيف للبلد أن يستقر وينهض ويسمو وهناك من يحاول بكل طاقته وبكل ما أوتي من قوة ودعم خارجي لجعل البلد مشلولاً جراء اعتداءات آثمه وإرهاب مقصود يهدف إلى محو اسم البحرين من خارطة العالم، حتى تتولى الجماعة الراديكالية زمام البلاد، مستغلة «قطيع» من ضعفاء البصيرة والنفوس في ذلك، وهذا ما جعل الشعب يطالب بالاستقرار والتحرك الفوري.ما قامت به الحكومة من غلق جمعيات وإسقاط الجنسية البحرينية عن البعض، كان نتيجة مطلب شعبي، وكان لابد لهذا الحراك أن يفعل عاجلاً أو آجلاً لدواعٍ أمنية، وللحفاظ على مكتسبات وتماسك المجتمع، وما سيتحقق بعد ذلك من استقرار ونهضة وتنمية للبلاد والشعب ولجميع مكونات الوطن، فالشعب حين يلامس حرية الرأي والتعبير ويشعر بأنه صاحب قرار وأن الحكومة في الوقت نفسه تسعى معه، ومن أجله، ومن أجل مستقبل البلاد، سوف يرخص كل شيء في سبيل هذه الوطن، النفس والنفيس وهذا أقل ما يقدمه الفرد لوطنه. حتى لا ننسى ماذا فعلت بعض الجمعيات حتى أغلقت مقارها، وماذا فعلت بعض الشخصيات حتى أسقطت جنسياتهم، ولماذا يحاكم بعض الرموز الإرهابية، بعبارة واضحة كانوا قوى تأزيم، أغلقوا كل باب لخير البلاد، خطابات الكراهية والطائفية تغزو مجالسهم ومنابرهم، تحريض واضح موجه لإثارة العنف والترهيب في الشوارع وبين الناس، والانخراط في أعمال الإرهاب والتعاون مع «دولة فارس» حتى تبدو البحرين في دوامة الأزمة السياسية التي هدفت إلى إنهاك قوى الدولة والاستسلام للإرهاب، وإضعاف قراراتها، فكان لا بد من وضع حد لهذه الفوضى التي صنعتها هذه القوى بالتعاون الأجنبي. إرادة الشعب جاءت لحقيقة واحدة وهي المخاطر التي احيطت بالبحرين ودول الخليج وأيضاً الدول العربية، وما تهددهم من زعزعة للأمن والاستقرار، فالشعب يدرك تماماً أنه قد آن الأوان أن تضع الدولة حداً للقضاء على الإرهاب والمحرضين لكراهية هذا الوطن الذين لا يريدون الإصلاح ولا يريدون للمجتمع أن يتماسك، ويكون بقلب واحد مع الوطن وحكومته، ولا يسعون إلى التعايش السلمي مع جميع المذاهب ودائماً ما تمس الوحدة الوطنية وتستغل المناسبات في التحريض وشن العدواة ضد الدولة. البحرين اليوم لا تحتاج من ينتقدها في سياساتها لحفظ كيان مجتمعها ولا تحتاج إلى من يسمون بـ «الأصدقاء» الذين ينافقونها كل مرة، أبداً، لا تحتاجهم، الحكومة البحرينية تراعي كل القوانين الدولية وتراعي أيضاً حقوق مواطنيها في الحياة الآمنة، فعلى الجميع من دول ومنظمات أن تحترم سيادة ودستور وقوانين مملكة البحرين، وأن تحترم أيضاً السلطة القضائية العادلة، فكل ذلك خطوط حمراء يحترمها الشعب البحريني، ويرفض أي تدخل أو انتقاد في شؤونها الداخلية، فشعب البحرين لا يخنع لأحد أبداً، أدلة كثيرة في أيديهم وشواهد الإرهاب واضحة لا تحتاج إلى شهود ولكن تحتاج إلى ضمير حي وعادل، وتبقى البحرين وإرادة الشعب في خط واحد، لا يشوبهما الاعوجاج أبداً.