الحمد لله أن غالبية شيعة البحرين يدركون تماماً مخطط دولة فارس للسيطرة على دول الخليج، ومنها وطنهم البحرين، ويدركون أيضاً أن «ولاية الفقيه» ليست إلا أيديولوجيا لا تمت أبداً للإسلام بصلة، ويعلمون أن الإسلام يدعو للتسامح والتعايش والسلام، ويرفض كل أوجه التطرف والإرهاب، وأنه بعيداً عن منطق «الغاية تبرر الوسيلة»، وهناك أيضاً من علماء الشيعة من يمتلك الإرادة الحرة، بعيدين عن الطائفية التي حلت دخيلة على مجتمع يتعايش فيه جميع الأطياف ويمارسون عباداتهم الدينية بكل حرية منذ أن تأسست البحرين العريقة، فالبحرين لها قدسيتها كدولة خليجية مستقلة، تعتز بعروبتها وبإسلامها، وأي تدخل في شؤونها هو اعتداء على حق من حقوق مواطنيها وهذا التدخل مرفوض لما سينتج من زعزعة للاستقرار بكل أشكاله. 54 عالماً شيعياً أشبه ما يكونوا بالسد المنيع عن فتنة قد تؤدي إلى صراعات أهلية، أصدروا بياناً بما أنهم يمثلون المذهب الشيعي يرفضون فيه أموراً كثيرة منها التدخلات المستمرة في شؤون البحرين، ويرفضون أيضاً سلوكيات بعض رجال الدين «الشيعة» التي باتت أفعالهم واضحة للجميع بخروجهم عن جوهر العقيدة والمذهب الشيعي الذي ينهل في جميع معاملاته وتقويمه من آل البيت، فقد ابتدع البعض بدعاً كثيرة ونسبوها إلى عقيدتهم وتكوينهم. فالعقلاء من أبناء الوطن هم من يجتهدون باستمرار محاولين رأب الصدع وتحقيق الوئام للعمل على احتواء المواقف التي قد تؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، خصوصاً بين الشعب الواحد، فالدفاع عن الوطن وكل ما تحمل المواطنة من معنى هو واجب شرعي قبل أن يكون وطنياً. بلاد فارس لاتزال تتحسر على أمجادها قبل الإسلام، فقد كانت إمبراطورية لا تقهر ذات بأس شديد، ولكن كما يقال في يوم وليلة أطاح الاسلام بالإمبراطورية العظيمة بأمجادها ودخل العرب بلاد فارس لينشروا دين التوحيد وكلمة الحق وانهاء كل معتقد ودين غير دين الله، هذا بإيجاز بسيط عن تاريخ فارس التي قهرها العرب في عز مجدها وقوتها، حتى أصبح العرب بعد ذلك «غصة» ولقمة لا تبلع أبداً بالنسبة إلى الفرس، فكيف للبدو وأصحاب الخيام – كما يصف البعض العرب – استطاعوا أن يسحقوا إمبراطورية عظيمة يتعلم أهلها لغة العرب وهي لغة القرآن؟ فعندما تدخل النعرات النفوس ويدخل منطق «نحن كنا وكانت أيامنا الخوالي كذا وكذا»، يزيد الحقد والبغض خصوصاً عندما هزمتهم البداوة والعروبة، ولو كانت الهزيمة من الروم لكانت أقل وطأة، ومنذ ذلك العهد وشرارة الحقد على العرب تتناقل من عهد إلى عهد، وكانت العدة والعدد والمخططات والتكتيكات تتصدر مع ولادة «ولاية الفقيه»، لتشتيت قوى العرب، والأمثلة واضحة في واقعنا، العراق وسوريا ولبنان، حيث كشف حسن نصر الله بكل تبجح عن إمداد إيران الأموال والأسلحة لمنظمته الإرهابية. المقصد من ذلك أن بلاد فارس لا تعترف إلا بمن هم فارسيون أبا عن جد، حتى وإن أعطت بعض الصلاحيات وبعض المسميات والرتب لمواليهم في الخليج، يبقى الفارسي فارسي، والعربي هم من دك بإمبراطورية فارس الأرض، وعشمنا بعلماء الشيعة الأفاضل الذين يرفضون التدخل الأجنبي ويرفضون أن تكون البحرين تابعة لإيران. يبقى شيئ واحد.. هل سيتبؤ من أسقطت جنسياتهم مراكز قيادية رفيعة المستوى في إيران أسوة بالمواطنين الإيرانيين؟ «ما يندره» نترقب.