بمشاعر الألم والحرقة استقبل الشعب البحريني في ليلة من ليالي القدر نبأ استشهاد بنت من بنات البحرين، مربية وأم فاضلة، هي الشهيدة فخرية، لتودع في ليلة من أفضل الليالي -ليلة القدر والجمعة- هذه الدنيا الفانية، في شهر رمضان الذي من المفترض أن تكون هذه الأيام تحسب لنا لا أن تحسب علينا. لحظة غدر بالوطن، راحت ضحيتها أم تستعد لاستقبال العيد مع أبنائها بفرحة، لا بتفجير وقتل وزهق الأرواح. فالإرهاب دوماً يترصد كل فرحة ويترصد كل بناء وتطور ويترصد اللحمة والوطنية والنسيج الواحد والكلمة الواحدة التي تستظل الوطن.عندما تموت الضمائر تموت الإنسانية ويموت السلام من بعض البشر، عندما تموت الضمائر يتحول الإنسان المفترض أن تحكمه المشاعر والإحساس بالآخرين إلى مسخ خالٍ تماماً من الإنسانية ويتجرد منها ليتحول إلى وحش يتلذذ بالتعذيب والدماء والدمار وببكاء وألم الآخرين، عندما تموت الضمائر يقف كل شيء ساكناً حتى العقل والعقلانية والمنطق، عندما تموت الضمائر يذهب الإسلام بعيداً ويتجرد الإنسان من جميع الديانات، ويبقى الفعل المشين الذي يرجع بالإنسانية إلى الوراء إلى عهد لا يعرف فيه الإنسان إلا نفسه، وإلى زمن البقاء للأقوى، لا حرية لا حوار لا بناء لا تنمية، تجرد تام من الإنسانية والدين، فثوب الدماء ودوي الانفجار يعري إنسانيتهم، فهم اختاروا أن يكونوا قنبلة موقوتة لا تكترث بمن تودي بحياته. حكومة البحرين تسير بخطى واضحة وحازمة من أجل أمن واستقرار البلاد، وعليها أن تحرص على أن تمضي في نفس الخطى لا تكترث لنعيق بعض الدول وبعض المنظمات التي لا تعاني من فعل الإرهاب كما يعاني المجتمع البحريني والخليجي منه، فخطوة تجريد الجنسية وإسقاطها من الإرهابيين والمحرضين على الإرهاب وممن يدعون إلى التفرقة والطائفية خطوة باركها الشعب البحريني بجميع أطيافه، وعلى الحكومة أن تكون أكثر حزماً وأكثر قوة لاجتثاث الإرهاب وقطع رؤوس الفتنة من البلاد. الردع ثم الردع ثم الردع، خير أداة يستعيد بها الوطن استقراره وهيبته، فمثلما تحرص إدارة المرور على ضبط سير المركبات وفقاً لقوانين وضعتها وتحرص على معاقبة المخالفين لها، على جميع الجهات المعنية بحفظ أمن واستقرار البلاد أن تضع وتنفذ كل قانون وضع لحياة آمنة، ومن يخالف ذلك يجرم على فعلته بقانون واضح وصريح، على أن يطال القانون الجميع، لا يستثني أحداً من العقوبة أو الردع، فأمن الوطن ومن عليه لا يمكن أبداً أن يراهن عليه أحد. أيام قليلة وسوف يطل علينا العيد بإذن الله بفرحة بعد إتمام فريضة الصيام، وسوف تكتظ الشوارع بالناس و»ينحشر» البعض في مجمعين فقط، ويد الإرهاب تطال كل بقعة، لذلك نرجو من الجهات الأمنية أن تكثف جهودها في المجمعات ودور السينما والمطاعم والشوارع وفي كل مكان، وعليها أيضاً ألا ترتاح ولا تستكين إلا وقد أمسكت بمن قام بتفجير العكر والذي راح ضحيته مواطنة بحرينية وأبناء أصيبوا وحرموا من حنان ورعاية أمهم. الشعب البحريني يقدر جهود وزارة الداخلية وجهود كل من يعمل في السلك الأمني، ولكن نطالب بالمزيد، ونطالب من الجميع أن يتكاتف مع الجهات الأمنية وأن يكونوا خير عون لهم، المسؤولية الأمنية تقع على الجميع، فعلينا ألا نتستر على الإرهاب أو على من يحرض عليه أو يبارك العمليات الإرهابية، لنقف مع الوطن ضدهم.