عندما نتحدث عن الألعاب الرياضية الجماعية فإننا نتحدث عن روح الفريق الواحد التي تتوافر فيها مقومات التجانس الجماعي داخل وخارج الملعب، ولذلك نجد أن جميع خطط اللعب في الألعاب الجماعية ترتكز على الأداء الجماعي أكثر منها على الأداء الفردي، بل إن هذه الخطط غالباً ما تبنى على استثمار نجومية اللاعبين البارزين وتوظيفها توظيفاً مثالياً لخدمة خطة اللعب الجماعية، أما الاعتماد على النجومية والتاريخ فلم يعد أسلوباً ناجعاً في عالم المنافسات الجماعية.هذا ما جسدته منافسات كأس أمم أوروبا لكرة القدم المقامة في فرنسا والتي دخلت مراحلها الحاسمة هذه الأيام، حيث كشفت لنا هذه المنافسات عن تفوق المنتخبات التي تعتمد الأسلوب الجماعي المدعوم بالجدية والعزيمة والإصرار على المنتخبات المرصعة بالنجوم البارزين وهو ما تجلى بوضوح في أداء منتخبات مغمورة أوروبيا مثل ويلز وإيرلندا وأيسلندا وحتى بولندا في مقابل تراجع منتخبات كبيرة وبارزة أوروبياً وعالمياً مثل إسبانيا - حاملة اللقب - وإنجلترا - مهد كرة القدم العالمية - وبلجيكا - متصدرة الترتيب العالمي والمدججة بأسماء كروية بارزة على النطاق الأوروبي!لقد سطر منتخبا ويلز وإيسلندا اسمهما في التاريخ الأوروبي بفضل أسلوبهما الجماعي وبفضل أدائهما الرجولي المتسم بالعزيمة والإصرار واحترام المنافس، ويكفي أيسلندا – التي لا يتجاوز تعداد سكانها 400 ألف نسمة – أن تهزم إنجلترا ( العظيمة ) وتتأهل إلى الدور ربع النهائي في أول مشاركة لها في النهائيات الأوروبية، كما يكفي ويلز فخراً بلوغها الدور نصف النهائي من أول مشاركة في النهائيات وتفوقها على منتخبات مرصعة بالنجوم من أمثال إنجلترا وبلجيكا!.هكذا إذاً تتفوق الجماعية على النجومية وهذا يعني وجوب إعادة النظر في النهج التدريبي لتلك المنتخبات التي اعتمدت على نجومية لاعبيها وأهملت النهج الجماعي المدعوم بالعزيمة والإصرار والمعنويات العالية!إنه درس من دروس البطولة الأوروبية يستوجب علينا استيعابه والاستفادة منه في خططنا للألعاب الجماعية عامة والكروية خاصة فالمنتخب الأيسلندي أثبت أن الكثافة السكانية لم تعد عذراً شرعياً والمنتخب الويلزي أثبت أن الإصرار والعزيمة سلاحان لا يمكن الاستغناء عنهما في المنافسات الرياضية وبالأخص الجماعية منها.
Opinion
الجماعية تتفوق على النجومية!
03 يوليو 2016