في 1 يوليو الحالي، الذي تزامن مع ما يسمى بـ «يوم القدس العالمي»، ألقى أمين عام «حزب الله» حسن نصرالله خطاباً طويلاً متلفزاً تحدث فيه عن «تمسك الحزب وإيران بالقضية الفلسطينية». وكما في كل خطاب له اتهم دولاً معينة بـ «العمالة لأمريكا وإسرائيل». في المقابل، أشاد نصر الله بدور إيران «كمحور للممانعة ضد إسرائيل»، على حد زعمه. كما تحدث أيضاً عن مؤتمر هرتزليا وهو ما يسمى بـ «مؤتمر الأمن الإسرائيلي»، وزعم مشاركة وفود عربية فيه دون تحديد من شارك كدول أو شخصيات. كما زعم أن «إسرائيل قلقة من الهزائم التى تمنى بها جماعة تنظيم الدولة «داعش» في مواجهة ما يسمى بـ «المقاومة» والنظام السوري». ومن الجدير بالذكر أن النظام السوري لم يطلق رصاصة ضد إسرائيل منذ عام 1973. وهو لا يشكل أي خطر على إسرائيل، والدليل على ذلك أنه عندما تخطى بشار الأسد الخطوط الحمراء التي وضعها الرئيس الأمريكي باراك أوباما وقام الأخير بطرح مشروع الضربة العسكرية على الكونغرس كان توقع الكل أن اللوبي الإسرائيلي سيتحرك لدعم الضربة ولكن «ايباك» لم تحرك ساكناً. وبحسب تقرير منشور «الديلي بيست» فإن «إزاحة النظام في سوريا لا تدخل في اهتمامات إسرائيل الأولية». وزعم نصر الله أن «تدخله في سوريا من أجل مقاومة إسرائيل»، فقال إنه «أفشل مخططاً في ظاهره دول عربية وفي باطنه أمريكا وإسرائيل، والمخطط يقوم على خلق جماعات من التكفيريين وذلك لدحر المقاومة ضد إسرائيل». وكذب الأخبار التي تقول إن «هناك جفاء بين إيران والمقاومة الإسلامية في فلسطين، قائلاً إنه «بالرغم من أنه ليس هناك توافق على المسألة السورية، فعن قضية فلسطين وبالنسبة لدعم الشعب الفلسطيني ليس هناك من اختلاف». ويعكس خطاب حسن نصرالله إفلاساً معنوياً للحزب ولإيران في المنطقة العربية. فبعد قيام الثورة الإيرانية اكتسبت إيران شعبية مزيفة في العالم العربي من خلال تبني القضية الفلسطينية التي هجرها العرب إلى حد ما. و كانت النظرة إلى إيران أنها دولة إسلامية ساعية للحق ولنصرة المستضعفين، وربما بلغت شعبية إيران أوجهاً عند بزوغ نجم محمود أحمدي نجاد الذي زعم اتخاذ مواقف ضد تل أبيب مناصرة لفلسطين. ومع حرب 2006 التي استمرت 34 يوماً بين «حزب الله» وإسرائيل ارتدى «حزب الله» حلة مزعومة عرفت باسم «المقاومة». لكن الأمور اختلفت مع تدخل «حزب الله» في سوريا وأخذه طابعاً طائفياً. فبينما كان ينظر لإيران كالمدافع عن فلسطين وعن المقدسات الإسلامية أصبح ينظر لها كدولة طائفية تحاول السيطرة على العالم العربي، وأصبح ينظر للحزب كعميل لها. ففي استبيان لـ «بيو» في عام 2015 أظهر على سبيل المثال أن 89 % من الأردنيين و70 % من التونسيين ينظرون إلى إيران بطريقة سلبية. لذلك فكل المعطيات تظهر أن «حزب الله» فقد شرعيته في نظر الشعوب العربية وخطاب حسن نصرالله هو محاولة لاستعادة الشرعية المفقودة من خلال التأكيد على التزام الحزب وإيران بالقضية الفلسطينية، ولكن لسوء حظ الحزب، الوقائع أكثر إقناعاً من خطابات حسن نصرالله.
Opinion
«حزب الله» والقضية الفلسطينية
05 يوليو 2016