يكون المسلمون في سلام وهدوء روحي جراء صيامهم شهر رمضان الفضيل.هذا الصيام لا يعني الصوم عن الأكل والشرب فقط، بل هو صيام عن كل أنواع الأذى. ولهذا يعتقد المسلمون أن الشياطين تحبس في هذا الشهر مما يعني أن لا أذى «مطلقاً» في هذا الشهر. وفي العشر الأواخر من هذا الشهر يتضاعف الأجر، وهي ليالٍ مقدسة، ذكر فضلها في القرآن والسنة النبوية المطهرة، لذلك، لهذه العشر الأيام الأخيرة من شهر رمضان خصوصية عند المسلمين فهم يسارعون في هذه الليالي لاقتناص الأجر المتضاعف فيقومون بكل أنواع البر والخير من صدقات ومساعدات. لكن هذه العشر، التي مضت علينا خلال هذا العام، كانت مختلفة تماماً فما حصل في خليجنا العربي مؤلم جداً، فبدأ باستشهاد المعلمة الجليلة «فخرية» بسبب أعمال العنف والإرهاب، مروراً بالقبض على خلية إرهابية كانت تنوي القيام بعدد من التفجيرات في البحرين، ثم القبض على خلية إرهابية أخرى في دولة الكويت كانت تعتزم القيام بعمليات تخريبية وإرهابية، وأخيراً التفجيرات الإرهابية التي وقعت في جدة والقطيف والمدينة المنورة!! فأين حرمة هذا الشهر!! وأين هي قدسيته!! وأي عيد أو فرح نستطيع أن نشعر به ونحن نتعرض لموجة من الإرهاب على أيدٍ «خفية» همها الأول والأخير أن تغتال أمن أوطاننا وتروعنا. شباب في عمر الزهور غرر بهم وتم غسل أدمغتهم لكي يقوموا بتفجير أنفسهم في أي مكان وأي زمان!! حتى بتنا لا نعرف أين هو المكان الآمن!! فعندما يتم تفجير بيوت الله وهي أكثر بقاع الأرض أمناً فأين نقصد لكي نحصل على الأمن والأمان؟؟إن مسؤولية الأمن حالياً ليست مسؤولية رجال الأمن فقط أو مسؤولية المؤسسات الأمنية. بل إنها مسؤوليتنا جميعاً، والمطلوب منا في المرحلة القادمة أن نكون أكثر يقظة وأكثر وعياً فالشر بات مزروعاً بيننا. ويجب أن نتصدى له بكل ما أوتينا من قوة. ويجب علينا جميعاً أن نتعاون مع رجال الأمن في كشف أي مخطط أو أي جماعة أو أي فرد يريد أن يعبث بأوطاننا وأمنها. ويجب أن نكون نحن العين الساهرة لكي نحمي أوطاننا. وأعتقد أنه يجب على المؤسسات الأمنية أن تنتج عدداً من الأفلام التوعوية للتعامل مع التفجيرات. أو أفلام توعوية للتعرف على الجماعات الإرهابية. أو كيفية التعامل مع الأشخاص الذين يرتدون حزاماً ناسفاً؟! أو على أقل تقدير كيف نحمي أبناءنا من التأثر بالجماعات المتطرفة. اليوم كلنا مهددون وليس هناك شخص مستثنى من التهديد. فلنتحد ولنؤلف قلوبنا لكي نستطيع أن نتصدى لهذه الجماعات التي تنوي أن تمسحنا وتمسح أوطاننا من على وجه الأرض. ومن ثم نستطيع أن نبتسم وأن نستقبل العيد ببسمة ويكون حال العيد كما عهدناه سالفاً مليئاً بالفرح والغبطة والأمن والأمان.
Opinion
بأي حال عدت يا عيدُ؟!
09 يوليو 2016