«إيران لم ولن تتدخل في البحرين»، هذا ما قاله مرشد إيران علي خامنئي خلال استقباله كبار المسؤولين في بلاده ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى طهران بمناسبة عيد الفطر المبارك، وأكد أنه «لا نية لبلاده للتدخل في الشأن الداخلي البحريني» فإيران «لم ولن تتدخل في البحرين». ولأن هذا التصريح يناقض الواقع لم تقتنع به حتى المواقع التي تناقلته فحرصت على توفير روابط لتصريحات سابقة لبعض المسؤولين الإيرانيين والتي منها على سبيل المثال زعم المدعو قاسم سليماني أن «حكام البحرين سيدفعون الثمن»، «آخر تصريح لخامنئي نفسه بمناسبة سحب الجنسية من عيسى قاسم احتوى تحريضاً وكلاماً بدا وكأنه إعطاء الضوء الأخضر للانتقال إلى مرحلة المواجهة المسلحة مع السلطة»، أما المثير فهو أن خامنئي قال في نفس المناسبة كلاماً لا يختلف اثنان على أنه يصنف في باب التدخل في شؤون البحرين، من ذلك على سبيل المثال «إن هؤلاء الحكام لو اتسموا بالحكمة السياسية لكان من الأفضل لهم عدم ارتكاب هذا الفعل، ولم يدفعوا الشعب إلى الدخول في صراع داخلي»!أما القول بأن إيران «لم» تتدخل في البحرين فمردود عليه لأنه يتوفر عشرات بل مئات الأدلة والبراهين على تدخل إيران في شؤون البحرين الداخلية ويسهل على البحرين إثباته، ليس أوله التحريض وليس آخره احتضان ما تطلق عليه اسم «المعارضة» ودعمها إعلامياً عبر مجموعة من الفضائيات «السوسة» والإذاعات بكل اللغات ومئات المواقع الإلكترونية والتغريدات، ومادياً، وأما القول بأن إيران «لن» تتدخل في البحرين فقول على إيران أن تثبته خصوصاً وأن أحداً لا يعرف ما هو في «النوايا»، فما رآه ويراه شعب البحرين من إيران والمسؤولين الإيرانيين منذ تسلم الملالي مقاليد الحكم يصعب معه تصديق هذا الكلام، لذا يعتبره فاقد القيمة إلا إن أرفق بما يجعل العالم كله يتأكد بأنه حقيقة وليس مجرد كلام قيل في مناسبة تزامن معها أحداث مؤلمة في السعودية ودول أخرى لا يصعب على العالم القول بأن لإيران يداً فيها، مباشرة أو من وراء حجاب.قبل أيام نشر كاتبان إيرانيان مقالاً في مجلة أمريكية أوضحا فيه أن «إيران تثير مزيداً من الاضطرابات في البحرين والخليج وأنها ضاعفت من شحنات الأسلحة التي تهربها إلى البحرين وشبه الجزية العربية من حيث الكمية والنوعية»، وهو ما صار العالم كله يعرفه جيداً، فقد تمكنت الأجهزة الأمنية هنا من إفشال العديد من محاولات التهريب ومن إلقاء القبض على بعض المتورطين في تلك العمليات والذين أدلوا باعترافاتهم كاملة ومرفقة بما يؤكد أنهم قاموا بتلك المحاولات، كما تمكنت من اكتشاف العديد من المخابئ التي تم فيها تخزين ما تمكنوا من تهريبه إلى البحرين. والأمر نفسه حدث في السعودية وفي الكويت التي لايزال اسم «ترسانة العبدلي» يرن في الآذان. أما تهريب إيران للأسلحة إلى اليمن فحدث ولا حرج. يصعب القول إنه أسيء فهم تصريح خامنئي وأنه نقل بشكل غير دقيق، كما يصعب على أي مسؤول إيراني القول إن خامنئي لم يكن يقصد هذا المعنى أو أن المترجم أخفق في الترجمة من الفارسية إلى اللغات الأخرى، فالكلام كان واضحاً ولا يقبل غير تفسير واحد هو أنه يقول إن إيران «لم ولن تتدخل في البحرين»، وهو ما يكذبه الواقع. إن لم يكن ترديد القول الشهير «بحرين مال مو» وتصريحات العديد من المسؤولين الإيرانيين ومنهم خامنئي نفسه وتهديداتهم للبحرين ودعمهم غير المحدود للبعض الذي أعلن أنه يريد إسقاط النظام تدخلاً في البحرين، وإن لم تكن تصريحات الممولين من إيران كأمين عام «حزب الله» تدخلاً، فكيف هو التدخل إذن؟