لم يعد الانتهاك الدموي الداعشي البعيد القريب، الذي كنا نرقبه بوجل وتوجس في دول عربية مجاورة ونعد العدة لمحاربته وحسب، بل أصبح اليوم بيننا، يهدد أمن الخليج العربي في نطاقه الجغرافي فضلاً عن مجاله الحيوي، وأصبح الاستهداف الداعشي للخليج العربي لا خلاف عليه وحقيقة برهنتها الأحداث الأخيرة لاسيما في السعودية والكويت. لكن في ظل ما نشهده من تطورات وما نرصده من خطى داعش، أصبحت هناك مبررات عدة تلزم البحث في علاقة التهديدات الإيرانية بالتحرك الداعشي. لعله بدا جلياً أن الدول التي تتجه لها إيران هي نفسها التي توجه لها داعش أهدافها وخصوصاً في الخليج، وربما يكون تهديد قناة إيرانية للمملكة العربية السعودية بحادثة الانفجار بالمدينة قبل بضعة أيام فقط شاهداً على ما يذهب إليه المقال. باعتقادي.. لم يعد هناك أدنى شك للمتابع البسيط في اتجاهات داعش بعد استهداف المسجد النبوي، فانتهاك حرمة الحرم النبوي قطع الشك باليقين في هذا الشأن. ولعل من البله أن نستبعد مسؤولية إيران عن هذه الحادثة بدعوى ما تعرضت له الأخيرة من تفجيرات قبل أيامٍ معدودات.لا تعدو التفجيرات الأخيرة في إيران على كونها مسرحية جاءت على خلفية إثارة الشكوك حولها، ثم إن المتتبع للمستجدات في الداخل الإيراني سيلحظ دون عناء أن التفجيرات استبقت أكبر قمة للمعارضة الإيرانية بيومين فقط. والقاعدة تقول «في كل حدث أو مصيبة ابحث عن المستفيد، قبل البحث في الأداة أو المتضرر»، وهل هناك ثمة مستفيد من إفساد أكبر قمة للمعارضة أو إثارة الرعب في نفوس المشاركين بها سوى النظام الإيراني؟ فضلاً عن تحقيق أغراض أخرى نحو استبعاد الشبهة المثارة حول العلاقة بداعش دولياً.ألم يستوقفنا أن جميع العمليات الداعشية في دول المنطقة تصب في الصالح الإيراني وتخدم أهدافها الإقليمية وتعزز خطواتها السياسية، وهذا ما حوّل نظرة الغرب تجاه الأسد من رفض وجوده إلى دعمه للقضاء على الإرهاب كما تسميه إيران وحلفائها؟! من الخطأ القول بإيرانية داعش، لكن ذلك لا يحول دون عمل الأخيرة في ضوء غض الطرف الإيراني تارة والتوجيه تارة أخرى، إلى جانب عدم تمرير المعلومات الاستخباراتية لأجهزة المخابرات الغربية وطبعاً الخليجية على نظرية «دعه يمر دعه يعمل». وحول مسؤولية إيران استخباراتياً تجاه داعش، فلا شك أن لإيران اليد الطولى في العراق وسوريا «معقل داعش»، ولذلك فإن إيران واحدة من أكثر الدول التي تمتلك المعلومات لتنتقي منها ما تمرره ولمن تمرره، وبالطبع فإن معلومات كهذه لن يتم تمريرها للخليج أبداً، لما يحققه هذا الصمت والتغاضي من زعزعة لاستقرار المنطقة بما يصب في خدمة الأهداف الإيرانية مباشرة.!! * اختلاج النبض:عندما تتحد قوى الشر وتتكالب على أمن الخليج العربي حتى يصل الخطر لأراضيه ومقدراته وشعبه، يصبح على الدول الخليجية العمل وفق نظرية قلب رجل واحد لمواجهة مصير واحد في ضوء غاية محددة «الخليج يريد إسقاط النظام الإيراني».
Opinion
داعش تستهدف الخليج العربي
11 يوليو 2016