استبيان مهم طلب الإماراتي الدكتور سلطان النعيمي من متابعيه المشاركة فيه عبر حسابه على التويتر طرح من خلاله سؤالاً واحداً هو (هل تؤيد أن يكون لدول مجلس التعاون الخليجي مناسبة وطنية هي «اليوم الوطني لمجلس التعاون الخليجي» لتعزيز التلاحم بينها؟). أما التوقعات فهي تغلب نسبة المؤيدين على غير المؤيدين والمحايدين وبأرقام فارقة، فمثل هذه الفكرة التي هي في كل الأحوال تعتبر متأخرة ينبغي دعمها وبقوة وتحويلها إلى مشروع متكامل تتقدم به شخصيات خليجية لها وزنها وشأنها من مختلف الفئات بدول التعاون وليتم إقراره بالسرعة الممكنة وتحديد يوم وطني لهذا المجلس الذي صمد في وجه كل المحاولات التي قام بها كثيرون بغية إفشاله واستمر نحو أربعة عقود قوياً ومبشراً بمزيد من تلاحم الشعوب الخليجية التي تؤكد الأحداث في كل يوم أهمية تلاحمها ووقوفها صفاً واحداً في وجه عواصف الشر التي امتلأت بها المنطقة وتنذر بالكثير من الأخطار لو تمت مواجهتها بغير هذا الطريق. اليوم لا يختلف خليجيان على أن إقرار يوم وطني لمجلس التعاون تحتفل فيه الدول الأعضاء شعبياً ورسمياً حاجة وأمراً لا مفر منه. فمثل هذا اليوم يمكن أن يكون سبباً في مزيد من التلاحم بين شعوب دول الخليج العربي الستة التي أدركت مبكراً ما يربط بينها من علاقات خاصة وسمات مشتركة وأنظمة متشابهة، أساسها العقيدة الإسلامية، فآمنت بالمصير المشترك ووحدة الهدف التي تجمع بين شعوبها. وسعت إلى تحقيق التنسيق والتكامل بينها في جميع الميادين، فأنشأت هذه المنظومة، وحددت لها أهدافاً واضحة، أكدت في أولها المضي في تحقيق التنسيق والتكامل والترابط فيما بينها في جميع الميادين وصولا إلى وحدتها ، وهو ما تحقق الكثير منه على أرض الواقع وإن لم يصل بعد إلى مرحلة الإعلان عن الوحدة، فاليوم تتماثل الأنظمة بين دول المجلس في مختلف الميادين الاقتصادية والمالية والتجارية والجمارك والمواصلات والتعليمية والثقافية والاجتماعية والصحية والإعلامية والسياحية والتشريعية والإدارية وغيرها كما جاء في النظام الأساسي، واليوم يبدو هدف «دفع عجلة التقدم العلمي والتقني في مجالات الصناعة والتعدين والزراعة والثروات المائية والحيوانية» متحققاً وبشكل كبير. لا بأس لو تأخرت مرحلة الإعلان عن الوحدة بين دول المجلس وإنشاء الاتحاد الخليجي الذي هو رغبة رسمية وشعبية، فالمهم اليوم هو تحقيق المزيد من التلاحم بين الشعوب الخليجية وتوفير الشعور بأن هذه الدول كتلة واحدة ومؤهلة بشكل عملي للوقوف في وجه كل أشكال العدوان والتعامل بقوة مع كل المتغيرات التي تتلاحق بشكل درامي ولا يراد منها الخير لهذه المنطقة. من هنا فإن الدعوة إلى تحديد يوم وطني لمجلس التعاون الخليجي دعوة في غاية الأهمية وينبغي دعمها من الجميع بل والإصرار عليها وبقوة وتحديد حتى برنامج الاحتفال به في الدول الست وتحديد مسؤولية كل قطاع وخصوصاً الإعلام الذي يفترض أن يلعب دوراً كبيراً في تحقيق الهدف من مثل هذا اليوم. الإسراع في ترجمة هذه الدعوة والمشروع الوطني المهم أمر مطلوب دون أن يعني هذا التعجيل المفضي إلى الاهتمام بالشكل على حساب المضمون، حيث المهم أن يتحقق الهدف من تحديد هذا اليوم ويتم العمل على تحقيقه وبشكل دقيق. أمور كثيرة تدفع في اتجاه الاهتمام بهذه الدعوة والمشروع، ليس أولها الظروف غير العادية التي تشهدها المنطقة والتي تهدد غير المتكتل من الدول وتجعل مستقبلها غامضاً، وليس آخرها الأحداث التي تتسارع إلى الحد الذي لا تتيح أحياناً لذوي الاختصاص معرفة الخطوات التي ينبغي اتخاذها إزاءها بسبب عنصر المفاجأة والتغير الذي يتم من دون أي مقدمات. فتلاقي الرغبة الشعبية والرسمية نتاجه المنطقي إقرار يوم وطني لمجلس التعاون الخليجي يعزز التلاحم بينها.