أذكر أنني قلت لأمين عام اتحاد كرة القدم الأخ العزيزحسن إسماعيل إن التحول إلى دوري المحترفين الموسم المقبل أو حتى المواسم الخمسة المقبلة يعد أمراً مستحيلاً، وكان ذلك تعقيباً على تصريح صحافي كان قد أدلى به الأخ بومحمود للصحافة الرياضية المحلية آنذاك، فما كان منه إلا أن رد بكل ثقة وحماس بأن الموسم المقبل أو الذي يليه سينطلق دوري المحترفين لا محالة !كنت واثقاً من أن رأيي في هذا الشأن هو الراجح انطلاقاً من الواقع المرير الذي تعيشه أنديتنا الرياضية وهي القاعدة الأساسية لبناء منظومة رياضية احترافية، وكل من ينتمي إلى الجسد الرياضي البحريني يعلم حقيقة هذا الوضع المادي والإداري المتدني!..وتأكيداً لهذا الرأي طالعنا الأخ بومحمود يوم الخميس الماضي بتصريح صحافي خطير يتناقض مع تصريحه الأول حين كشف من خلال ذلك التصريح عن مطالبة تسعين بالمئة من لاعبي ومدربي الأندية بمستحقاتهم المالية المتراكمة - هذا ونحن لم ندخل بعد في عالم الاحتراف فكيف بنا إذا أجبرنا على دخول هذا العالم ونحن ما نزال في نفس الوضع المأساوي ؟!يا جماعة « احنه وين والاحتراف وين «، دعونا نعمل بالمثل القائل « مد رجلك على قدر لحافك « ونتحرك في إطار ما هو متاح لدينا من إمكانيات مادية ولوجستية ونسخرها في عمل جاد قائم على خطط وإستراتيجيات موجهة للاهتمام بالقاعدة وصقل المواهب الكروية المحلية التي بدأنا نشعر بخطر انحسارها بدلاً من إهدار الأموال في تعاقدات هزيلة، خصوصاً وأن مكافآت الفوز بالبطولات عندنا لا تسمن ولا تغني من جوع بل إنها تشكل أعباءاً مالية إضافية على أصحاب الألقاب البطولية وهذا الوضع متناقض تماماً مع وضع الأبطال في عالم الاحتراف الحقيقي!رجاء لا تتهموني جزافاً بالرجعية ولا تدرجوا اسمي ضمن قائمة المحبطين وعديمي الطموح، فأنا انطلق في آرائي من واقع ملموس ولا أعول كثيراً على الأحلام النرجسية التي لم نجن من ورائها سوى التراجع « شوفة عينكم.. وين كرة القدم البحرينية اليوم على الخارطة العالمية والقارية «؟!نحتاج وقفة صريحة مع النفس بعيداً عن المجاملات والمحسوبيات وبعيداً عن البهرجة الإعلامية التي لم تعد تنطلي على أي عاقل، علينا أن نتجرد من عواطفنا ونحكم عقولنا وننطلق في خططنا وإستراتيجياتنا من منطلق الواقع الذي نعيشه..لا بد من أن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب وأن نؤمن بمقولة « ما يحك جلدك إلا ظفرك « ونعتمد على مواهبنا الوطنية بتوفير المناخ التدريبي والتحفيزي السليم للفئات العمرية في الأندية بدلاً من اللهث وراء إغراء اللاعبين الجاهزين بحفنة من الدنانير ما تلبث أن تنقطع لتتحول إلى نقمة على النادي وعلى اللاعب وينتهي الأمر بالطرفين إلى ساحات المحاكم الرياضية !أليس هذا هو واقعنا الرياضي عامة والكروي خاصة؟ فكيف لنا أن نراهن على دوري للمحترفين في القريب العاجل ونحن نعلم يقيناً بأن هذا الرهان خاسر لا محالة ؟!