أعظم أعمال الخير هي تلك التي تستهدف الناس وترفع عنهم المعاناة، وتساعدهم على مواجهة صعوبات الحياة. رسولنا الكريم صلوات الله عليه قال في الحديث الشريف: «من فرج عن أخيه المؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر على مسلم ستر الله عليه في الدنيا والآخرة، والله تعالى في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه». لذلك فإن عمل الخير باقٍ لصاحبه، وما تنفقوا من شيء فهو خير لكم، وتأتي هذه الأعمال يوم القيامة لتشفع لصاحبها وتضعه في مقام عالٍ لدى المولى عز وجل. حينما نقرأ عن أعمال الخير الموجهة للناس المحتاجة، فإننا نفرح بالضرورة، فنتيجتها أن هناك كربة فرجت عن الناس، وأن هناك مساعدة منحت لهم وهم في أمس الحاجة لها، وأن الله سخر لهم جهوداً طيبة مباركة لتكون عوناً لهم. الأجمل حينما نرى بأن أعمال الخير واحتضان الناس والاهتمام بمشاكلهم بالأخص من هم في أمس الحاجة لها، تتصدر أولويات رمز البلاد جلالة الملك حفظه الله. سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة نجل وممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس مجلس أمناء المؤسسة الخيرية الملكية أبرز نقطة جميلة أمس في خطاب وجهه لعاهل البلاد المفدى، معنية برعايته واهتمامه القريب واللصيق بأعمال المؤسسة الخيرية الملكية، حينما بين بأن عدداً يبلغ 450 طالباً وطالبة من الأيتام الذين يكفلهم جلالة الملك حققوا درجة «الامتياز» في تحصيلهم العلمي لهذا العام. وهنا نؤكد على ما مضى له سمو الشيخ ناصر بالقول، أن توفير كافة الخدمات المتنوعة وضمان الحياة الكريمة المستقرة التي وفرها جلالة الملك لهؤلاء الأيتام من أبناء البحرين البررة، ساهم في تحقيقهم هذه الدرجات المتقدمة في تعليمهم، والتي من شأنها أن تفيدهم في إعدادهم للمستقبل بحيث يخدمون بلادهم. «الأب» حمد بن عيسى، هذا الإنجاز الذي تحقق يعد من أعظم الإنجازات الوطنية على صعيد التنمية البشرية والاهتمام بالمواطنين، فمثلما هي أفعال خير وأعمال بر يبادر لها رمز البلاد، مثلما هي «احتضان» أبوي لأبناء وطن، الاهتمام بهم اليوم وتسهيل الحياة أمامهم وتذليل الصعوبات لهم، كلها أمور من شأنها إنباتهم نبتاً طيباً كريماً، وإعدادهم إعداداً صالحاً، يعزز من وطنيتهم، ويجعلهم عوناً وسنداً لهذا الوطن في المستقبل، حينما يكبرون ويقبلون على الحياة العملية. ومن أخلص للوطن من أبنائه الذين يقدرون خيرات هذا الوطن ونعمه عليهم؟! ومن أخلص للوطن من هؤلاء الكوكبة الرائعة من الناشئة الذين فقدوا آباءهم لكنهم وجدوا عوضاً عنهم ملك البلاد نفسه، أباً حانياً رؤوفاً عطوفاً؟! بالتالي ولاؤهم لهذا الرجل العظيم مطلق، ومحبتهم لهذا الوطن الغالي مؤكدة، ودفاعهم عنه أمر محسوم. رسولنا صلوات الله عليه يقول في حديث آخر: «أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة»، وأشار بالسبابة والوسطى وفرق بينهما. نحسب ملكنا الغالي حمد بن عيسى آل خليفة من أصحاب الأيادي البيضاء في أعمال البر والخير، وأن يبلغه الله بعد عمر مديد طويل أن يكون برفقة خير من أرسل للبشرية رسولنا الكريم، فرجل مثله لا تشفع له «كفالته للأيتام» فقط، بل تشفع له محبة شعبه، وشجاعته وإخلاصه لأجل الحفاظ على هذا الوطن وبنائه وتعميره. جهود المؤسسة الخيرية الملكية واضحة اليوم لمن يتمعن في نشاطاتها العديدة، جلالة الملك اهتمامه بها خاص جداً، واطلاعه عليها قريب، وتوجيهاته لها لتقوم بأعمال الخير ومساعدة البشر في داخل وخارج البحرين والله نحسبها «أعمالاً مباركة» يأجرنا عليها المولى عز وجل بأن يكتب دوماً لهذا البلد الحفظ والصون من الأعداء وما يحيكونه له. في خضم ما نموج به هذه الأيام، من حرب على الإرهاب، ومن إثبات لهيبة الدولة والقانون، ومن صد للمكائد التي يراد لبلادنا أن تكون ضحية لها، يأتي من الواجب الوقوف عند هذه الأعمال العظيمة، أعمال الخير التي تشهدها المملكة، وقد تغيب عن علم الكثيرين، أعمال خير رائدها جلالة الملك «كافل الأيتام» وأبوهم الحاني، وبجهود طيبة من سمو الشيخ ناصر الذي يسير على خطى والده، بقربه من الناس واهتمامه بهم. دولة فيها قادة يخشون الله ويتبعون تعاليم نبيه، ويحرصون على مساعدة الناس ويتولون مسؤولية الأيتام، دولة لا تخافوا عليها من الشرور، فالله سبحانه حافظ لها بفضل ينابيع الخير التي تنبض فيها. جزاك الله كل الخير يا أبا سلمان، وجعل هؤلاء الناشئة امتداداً للأجيال الوطنية المخلصة لتراب البحرين.