جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني اعتبر السعودية العدو الأول لإيران، وقال في كلمة له ألقاها خلال استقباله أخيراً عدداً من قادة القوة البحرية للحرس الثوري إن «أعداء الثورة الإسلامية وإيران الإسلامية يبذلون قصارى جهودهم لبث الفوضى في البلاد» موجهاً أصابع الاتهام إلى السعودية وبعض الدول الإقليمية من دون أن يسميها أو يقدم أي إثباتات تؤكد صحة موقفه . هكذا قال أعلى قائد عسكري في إيران والذي يتلقى أوامره من المرشد الأعلى علي خامنئي مباشرة ، وهو قول ليس بغريب ولا بجديد، فإيران تردد في كل حين أن السعودية هي العدو الأول وتعتبرها وراء كل المشكلات في البحرين واليمن وكل دول المنطقة بما فيها إيران . للتذكير فقط فإن جعفري نفسه قال في إبريل الماضي إن قواته أعدت خططاً ومشاريع للرد على السعودية بعد إعلان الرياض «حزب الله» اللبناني المدعوم من إيران منظمة إرهابية ، وقال أيضاً إن إيران لن تترك اليمن وحيداً و»سيكون سيف أنصار الله ( الحوثيين) أكثر حدة» ، في إشاره إلى دعم الحوثيين ضد السعودية، مؤكداً أن قواته «تنتظر الأوامر للرد»، ومؤكداً كذلك على موضوع «تصدير الثورة الإيرانية إلى الخارج» وعلى «هندسة الثورة وتوسيع نطاقها في المجال الدولي» . وتأكيداً من إيران على اعتبار السعودية هي عدوها الأول (وليس إسرائيل أو الولايات المتحدة) وفي محاولة لاستغلال الفرصة لتبرئة بلاده من التهم الموجهة إليها بعلاقتها بالقاعدة قال القنصل الإيراني في بلجيكا خلال محاضرة لوزير الخارجية السعودي عادل الجبير «إن ذلك يعد بمثابة الدعابة»، لكنه لم يتوقع الرد الذي أفحمه به الجبير الذي نبهه إلى ما يحويه الدستور الإيراني من مواد تشير إلى تصدير الثورة والاهتمام بالشيعة المحرومين، كما لفته إلى تأسيس إيران ل»حزب الله» ومهاجمة طهران لأكثر من اثنتي عشرة سفارة في إيران وتدبيرها للعديد من التفجيرات في المنطقة ومنها تخطيط وتنفيذ الهجمات في مدينة الخبر ضد القوات الأمريكية قبل عشرين سنة وما مارسته ولا تزال في البحرين ، وغيرها من وقائع مؤكدة شهد بها العالم أجمع . الجبير الذي أفحم القنصل الإيراني ختم رده المعزز بالأدلة والبراهين بالقول «تاريخكم حافل بالموت والدمار وعدم الاكتراث بالقانون الدولي والمبادئ الموجودة منذ ظهور الأمم خصوصا تلك المتعلقة بالجوار الحسن وعدم التدخل في شؤون الآخرين» .كل هذه الأمثلة على تجاوزات إيران وتدخلاتها في شئون جيرانها وسعيها لتسيد المنطقة يغض أنصارها ومن يعتبرها أملاً له ورجاء النظر عنه ويعتبره حقاً من حقوقها وواجباً من واجباتها الشرعية ، فيأتي من هو على شاكلة البرلماني الكويتي الملفوظ المدعو عبد الحميد دشتي ليعلي من شأنها ولينتقد بدلاً منها البحرين فيعتبرها منتهكة لحقوق الإنسان ومتمادية، وهكذا يقول للأسف «بحرينيون» ممن لا يزالون يعتقدون أن ما تعلن عنه البحرين من اعترافات لأشخاص تم القبض عليهم بسبب تورطهم في عمليات تخريب عن علاقتهم بإيران وتمويل إيران لهم ودعمهم مادياً وتدريبهم على صنع القنابل والمتفجرات ادعاءات ومسرحيات، فهؤلاء وغيرهم من المهووسين بالتجربة الإيرانية الفاشلة والواقعين تحت تأثيرها يعتقدون أنها بريئة من كل تلك التهم ، غير منتبهين إلى أن الدولة – أي دولة – لا يمكن أن توجه الاتهامات لدولة أخرى خصوصاً إن كانت جارة من دون توفر أدلة وبراهين تؤكد تلك الاتهامات، وللأسف فإنها في شأن إيران متوفرة وبكثرة .السعودية وكل دول مجلس التعاون لا تعادي أحداً وبالتالي فلا يمكن استيعاب عبارة أن السعودية هي العدو الأول لإيران ، بينما العكس هو ما يمكن استيعابه ، فإيران هي التي اختارت منذ سيطرة الملالي على مقاليد الحكم فيها معاداة الآخرين والإساءة إلى جيرانها ، والقول إنها العدو الأول هو الأوقع.