إلى جميع المصفقين والمادحين للمقالات التي وجهتها للدولة في المقالات الأخيرة والتي ستستمر ولن تتوقف إن شاء الله إلى أن تتحمل الدولة مسؤوليتها كاملة في وضع تصور يخدم عملية إعادة الدمج وتعزيز اللحمة الوطنية بين جميع مناطق البحرين وفئات مواطنيها، وتبدأ في تنفيذها لكن أين دوركم أنتم من هذه المهمة؟بالنسبة لنا نحن ولله الحمد لا نجد غضاضة أبداً في تحميل الدولة مسؤوليتها ومحاسبتها على تقصيرها وعلناً وليس من خلف الأبواب، بل ولا نجد حرجاً في الإشارة إلى قصورها في وضع تصور لملفات الدمج وتحميلها مسؤولية تأخر الحل أمام الملأ ونضع عليها اللوم في عدم وضوح الرؤية وعدم وجود استراتيجية شاملة لمعالجة الشرخ، وهي على ما يقال إنها دولة «تقمع» حرية الرأي والتعبير و«تحارب» كلمة الحق ولا تسمح بها، قبلنا أن نتحمل نحن عبء هذه الكلمة ولا نتخلى عن أمانتنا.إنما أين شركاؤنا الذين يرغبون في مساعدتنا؟ الذين يؤيدون طرحنا ويثنون عليه في مخاطبة الدولة، أين خطابهم هم لجماعاتهم؟ فهل «الجماعات» أصبحت الآن أكثر «قمعاً» من أجهزة الدولة؟ أم أكثر «محاربة» لحرية الرأي فيها؟ الدمج عملية تصفيق لا يمكن أن تحدث بكف واحد، الأمر يحتاج إلى الطرفين، أو على رأي الإنجليز الأمر يحتاج لاثنين لتحصل رقصة التانغو.. فأين شركاؤنا؟المستشارون الذين دأبوا على «الزن» في آذان المسؤولين عن مقترحاتهم المقدمة لأجهزة «الدولة» لخدمة أغراض الدمج وتعزيز اللحمة الوطنية، ما الذي فعلوه مع جماعتهم؟ أين هي جهودهم، أين أصواتهم؟ أين خطابهم؟الخطاب الصادر من الجماعات الشيعية والذي يأخذ حيزاً وينتشر هو خطاب يعيق عملية الدمج ويعزز حالة العزلة والفصل، هو خطاب الفئة التي ساهمت من الأساس في عملية العزل، الخطاب الذي يعلو ويسمعه الناس أصحابه لا يقدمون سوى النسخة البحرينية من دشتي، وهؤلاء كلما تحدثوا، كلما بني جدار مكان الجدار الذي قد تهدمه الدولة، فأين هم شركاء التانغو الذين ننتظر منهم أن يخاطبوا الجماعة ويحملوها مسؤولية اتخاذ خطوات إعادة الدمج؟لن تجد مثل هذا الخطاب في صحيفة تدعي أنها تلمهم، فهي أصلاً أحد عوامل عزل الجماعة، لم تجد فيها مقالاً واحداً أو عنواناً أو خبراً موجهاً للجماعة منذ يوم تأسيسها حتى اللحظة، هم كصحيفة الحائط أو حائط للمبكى مخصصة جل اهتمامها لنقل الشكوى والمظلومية والاضطهاد، لن تجد فيها كلمة واحدة موجهة للجماعة تحثها أو تدعوها لتحمل مسؤوليتها في عملية الدمج، ولن تجد من يخاطب الجماعة في منابرهم ويحثهم على الاندماج وإلا كانوا قد أغلقوا سوقهم بأيديهم، إنما ساهم عدد كبير منهم في العزل. أين هي إذاً ساحات العمل المتاحة، هناك مجالسهم وتصريحاتهم للصحف الأخرى وهناك منابر دينية أخرى، ثم أين هم الوجهاء؟ أين الأعيان؟ أين الناشطون السياسيون؟ أين المستشارون الذين يجهدون في إعطاء نصائح للدولة فقط ولا شيء لجماعتهم؟ أين حراكهم على مستوى الشباب في الأندية في المراكز؟ دونهم الجامعة، أين هم الأكاديميون والتكنوقراط والليبراليون الذين يتسابقون على مجالس المسؤولين ليكونوا أول الحضور، البحرين لا تحتاجكم هنا بتلك الزيارات الأسبوعية والسلام ثم العودة لمنازلكم بعد أن تظهر صوركم في الصحف، البحرين تحتاجكم هناك في الميادين تخاطبون الجماعات وتحثونهم على الاندماج والانخراط في بناء الدولة.أعطوا جهداً ولو 50% مما يبذل للحديث عن الحقوق المضطهدة، أعطوه للحديث عن الواجبات والالتزامات تجاه الدولة، للوظيفة واجبات والتزامات، للبعثات الدراسية واجبات والتزامات، للوحدة السكنية واجبات والتزامات، لكل الخدمات التي يلقاها المواطن من الدولة واجبات والتزامات.البحرين لا تبحث عن رسالات الشكر والامتنان للمسؤولين، البحرين تبحث عن من يشكر الدولة لا المسؤول، عن من يدافع عنها داخل وخارج حدودها، لا العكس، يأكل من خيرها رعاية صحية ودراسة وابتعاث وسكن ووظيفة ويرى ذلك حقاً مطلقاً بلا التزام، وليته لم يشكر ولم يقم بالتزامه فحسب بل إن منهم من طعنها في ظهرها بعد ملء كرشه من خيرها.للتانغو طرفان، ولعملية الدمج طرفان، وإن كان هناك تقصير من الدولة فكل تقصير له خطاب معلن وواضح وصريح، إنما يبحث هذا الخطاب عن شريك، ويحتاج الخطاب الآخر لمرجلة قادرة على تعليق الجرس.. ومازلنا نبحث عنها.