لم تكد تخبو أصداء فضيحة المتهم بـ«الدعارة» عبدالرؤوف الشايب الذي اعتقلته الأجهزة الأمنية البريطانية بتهمة الإرهاب، نظير ما ضبط لديه من مواد تعلم على السلاح، وصور له يحمله، وفوق ذلك فيديوهات إباحية جنسية بعضها مرتبط بالفاحشة مع الحيوانات، حتى اهتز كيان المجتمع البريطاني قبل أيام بفضيحة أخلاقية أكبر شناعة، بطلها أحد المسمين أنفسهم بالمعارضة البحرينية في لندن سيد قاسم هاشم. من يتتبع الشأن البحريني وما يرتبط به من حراك جماعات لجأت إلى لندن لتكون تحت رعاية «الممثل» الإيراني للانقلابيين ضد البحرين في لندن سعيد الشهابي، يعرف تماماً من هو قاسم هاشم، فهو الشخص الذي يدعي بأنه «العقل المدبر» مع الشايب لائتلاف 14 فبراير وخلايا الأشتر الإرهابيتين، وهو الشخص الذي قام بتقبيل رأس الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد. قاسم ألقي القبض عليه لاغتصابه واعتدائه على فتاة قاصر تبلغ 12 عاماً، اتضح بعدها بأنها ابنته!لكم أن تتخيلوا حجم الخسة والدناءة هنا، وفوق ذلك كشفت التحقيقات عن ممارسته التحرش الجنسي بحق فتيات قصر لمرات عدة. هذه هي المعارضة التي يتبعها البعض في داخل البحرين ويثق بها شباب مغرر بهم، معارضة منغمسة في الرذيلة والدعارة والانحلال الخلقي. الشايب مارس الدعارة في البحرين، بل ووصل فيها لمستوى إشراك عائلته فيها، وحينما أعلنت الإجراءات القانونية للقبض عليه، هرب إلى لندن بترتيب من سعيد الشهابي، ليتحول الناشط في «الدعارة» إلى ناشط في حقوق الإنسان ومناضل من أجل الانقلاب على البحرين لصالح مشروع الاستهداف الإيراني. وقبلهم موسى عبدالأمير مقتحم فعاليات السفارة البحرينية في لندن، ومتسلق سطحها مع علي مشيمع، والذي ادعى بأنه تم الاعتداء عليه من قبل قوات الأمن بعدها اتضح كذبه وزيفه. هذه هي الجماعة المنحلة أخلاقياً في لندن، والتي مارس بعض أفرادها أسلوب «قطاع الطرق» و«اللوفرية» في لندن، بالتعرض لطريق شخصيات بحرينية وطنية معروفة، على رأسها السفير البحريني في لندن الشيخ فواز بن محمد، ورئيس الأمن العام طارق الحسن، ونائبه الشيخ خليفة بن أحمد، في أسلوب لا يصدر إلا عن أشخاص «منحرفين» أخلاقياً، وذوي تصرفات «شوارعية» مكانهم الشارع بالفعل. اليوم السلطات البريطانية مطالبة أكثر من قبل بمراجعة سياستها في التعامل مع مثل هذه العناصر، والتي بوجودها داخل المجتمع البريطاني أضافت أنواعاً من الانحلال والانحراف وهي صفات يمتعض ويستاء منها البريطانيون أنفسهم. عملية منح اللجوء في بريطانيا أصلاً تحتاج لمراجعة حقيقية، حتى ما وصل إليه حال المملكة المتحدة بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي أمر له علاقة بالباب الكبير المفتوح لأي شخص للتحصل على اللجوء والجنسية وبالتالي التداخل مع مصالح المواطنين البريطانيين أنفسهم. لكننا في البحرين نمضي لنؤكد على حقيقة هؤلاء الذين يستغفلون البشر ويصورون أنفسهم معارضين ومناضلين، وحقيقتهم لا تتعدى كونهم مجموعة مرتزقة مرتهنة لإيران، وتصرفاتهم لا تخرج عن تصرفات الشواذ والمنحرفين وعصابات الشوارع. لربما هذه الحادثة المفجعة لقاسم مقبل رأس نجاد تضرب ناقوساً لدى المسؤولين البريطانيين، فيدركوا أن أنسب حل لهذه الشرذمة يكون بتجريدها من حق اللجوء وتسليمهم للإنتربول الدولي ليسلمهم للبحرين، والتي أصلاً صدرت فيها أحكام قضائية بحقهم. والله البحرين محفوظة بإذن الله، وكل من يعاديها ويحاربها نسأل الله أن يرد كيده في نحره ويشغله في نفسه، وأن تدور الدائرة عليه مثلما حصل مع الشايب ومع «المنحرف» قاسم، الذي لم تسلم حتى ابنته منه. قبح الله وجوهاً هذا ديدنها وهذه ممارساتها، هؤلاء مكانهم في السجون وبحكم القانون. درس بليغ من الإمارات دولة الإمارات العربية الشقيقة دائماً ما تبهرنا أجهزتها بمدى استعدادها وجهوزيتها للتعامل مع الكوارث ومع الحوادث الطارئة. يوم أمس تابع الكثيرون عملية التعامل مع احتراق طائرة في المطار هناك، كيف تمت عملية الإخلاء باحترافية وسرعة وبما حفظ سلامة جميع الركاب، وكيف أن الكارثة تحولت بفضل يقظة وجهوزية المعنيين إلى «درس» بليغ يدرس في مجال التعامل مع الأزمات. وهي ليست المرة الأولى، إذ نتذكر قبل فترة بسيطة هذا العام حينما تعرض فندق في دبي لحريق، وكيف تم إخلاء الناس بسهولة وذكاء دون أن يصاب أحد، وكيف تم التعامل مع الكارثة، بما زاد في الاحترام الموجه للإمارات وأجهزتها المختلفة. حفظ الله الإمارات وقيادتها وشعبها الطيب الرائع، وشكراً لما يقدمونه من دروس بليغة في الإدارة وحسن التصرف والتعامل الذكي مع الأزمات.