من الطبيعي أن يعتبر الموالون لإيران في كل مكان مثل هذا الخبر الذي ملخصه «مخطط إيراني جديد يستهدف دول الخليج العربية» افتراء على إيران وسعياً لتشويه سمعتها وسبباً يتم توظيفه لشحن العامة في دول مجلس التعاون ضد حكومة الملالي . فمثل أولئك لا يمكن أن يقولوا عن خبر مثل هذا وإن كان دقيقاً بنسبة مائة في المائة إلا أنه كاذب وأن الغرض منه الإساءة لإيران . لذا لم يكن غريباً دفاع أحد «البحرينيين» من الذين اختاروا الإقامة في أوروبا عن إيران وقوله رداً على سؤال وجهته إليه إحدى الفضائيات «السوسة» «العالم الإيرانية» ما معناه إن إيران لو أرادت أن تنهي النظام في البحرين فإنها لا تحتاج إلا إلى فصيل من الحرس الثوري ليقوم بذلك ، و«مؤكداً» أن طهران لا توفر السلاح لهم لأنها «لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى» ولأنه لا يوجد قرار من «المعارضة» بالتحول إلى مرحلة استخدام السلاح ، مثيراً بذلك التساؤل عن سبب حماسه للدفاع عن إيران التي «لا توفر لهم شيئاً» .في المقابل من الطبيعي أيضاً أن تتعامل دول التعاون مع مثل هذا الخبر على أنه أقرب إلى الصحة وقد يكون دقيقاً، والسبب هو تجربتها المريرة مع هذه الجارة الضارة حيث لاتزال قصص القبض على متورطين في تهريب الأسلحة من إيران إليها متوفرة بقوة في الذاكرة ، وحيث لا تزال إيران تحاول إدخال الأسلحة إلى ثلاث منها على الأقل ، وحيث تكررت قصص القبض على خليجيين تدربوا على استخدام الأسلحة في معسكرات أقيمت خصيصا لهذا الغرض في إيران والعراق وسوريا ولبنان وأماكن أخرى مثل بعض الجزر الإفريقية القريبة من اليمن . الجديد الذي انتشر مؤخراً هو أن إيران قامت بإعداد «خطة متكاملة لزعزعة استقرار دول الخليج العربي» وأنها «ستشرع في تنفيذها فور تحقيق العراق انتصارات في الموصل وانتهاء الحرب ضد تنظيم داعش»، حيث نقلت صحيفة «السياسة» الكويتية عن قيادي بالتيار الصدري قالت إنه مصدر الخبر إن قاسم سليمان «قائد فيلق القدس» نقل أخيراً معسكرات التدريب والتعبئة إلى العراق لإعداد عناصر للمشاركة في الحرب باليمن ومساندة الحوثيين وزيادة عمليات التحرش بالسعودية عبر الحدود مع اليمن وتصدير الإرهاب إلى الداخل الخليجي. وحسب الصحيفة فإن المعسكرات التي أقيمت بالفعل في محافظات ميسان والبصرة والناصرية جنوب العراق ستكون وظيفتها تدريب عناصر ينتمون إلى جماعات في الكويت والسعودية والبحرين . مثل هذه الأخبار ليست بغرض التخويف وشحن الخليجيين على إيران لأنها للأسف صحيحة ، ويكفي لاعتبارها كذلك هو أن إيران حاولت مرات من قبل تهريب الأسلحة إلى البحرين والسعودية والكويت وقامت بتدريب مجموعات من البحرين ودول خليجية أخرى على استخدام السلاح في العديد من المعسكرات التي أقيمت في العديد من الدول التي تتمتع إيران بنفوذ قوي فيها وخصوصاً لبنان وسوريا والعراق، يضاف إلى كل هذا عمليات الشحن التي تقوم بها في إيران والتي تؤدي إلى خروج الناس هناك في مظاهرات ترفع خلالها شعارات ضد دول الخليج العربي وخصوصاً السعودية والبحرين اللتين تتعرضان لهجمة شرسة من النظام هناك ومن أتباعه والمعتقدين أنه قادر على التدخل في أي لحظة لتسليمهم مقاليد الحكم. في موضوع كهذا لا يؤخذ برأي «المتأيرنين» لأنهم لن يقولوا عن إيران ما لا يرضيها ويفضحها وليس أمامهم سوى نفي مثل هذه الأخبار ومحاولة تفنيدها وإن توفر عليها ألف دليل ودليل. ليس هذا فحسب، فأولئك يقولون باستمرار إنه لا أطماع لإيران في دول الخليج العربية، منصبين أنفسهم محامين عن إيران التي لا تستطيع أن تثبت أنها لا تقوم بمثل هذه الأعمال الشيطانية الرامية إلى زعزعة الأمن في منطقة الخليج العربي.
Opinion
المترافعون بـ«المجان» عن إيران
04 أغسطس 2016