ما أجمل موروثنا الشعبي، لا سيما أمثالنا الشعبية والتي تعتبر عصارة خبرات أجدادنا وأسلافنا.والموروث الشعبي البحريني والخليجي بشكل عام زاخر بالأمثال والحكم التي تلخص لنا «واقع الحياة»، ومن الأمثال الشعبية الدارجة هو مثل « خبز خبزتيه يا الرفله إكليه» ويقال هذا المثل عندما يقوم أحدهم بفعل معين دون أن يحذر نتائجه المستقبلية، بل ويعتقد بأنه سيكون بعيداً كل البعد عن نتائج ما قام به من فعل.وتذكرت هذا المثل تحديداً وأنا أطالع الصحف ووسائل الإعلام حول صدور أحكام قضائية ضد عدد من البريطانيين من أصول بحرينية، هؤلاء الذين أسقطت مملكة البحرين جنسيتهم بسبب اتهامهم بعدد من القضايا الإرهابية، واحتوتهم بريطانيا العظمى واعتبرتهم مواطنين ومنحتهم الثقة وأكسبتهم جنسيتها.وعلى الرغم من أن بريطانيا العظمى كانت تعرف وعلى يقين واطلاع بالقضايا التي اشترك بها هؤلاء المتطرفون والإرهابيون إلا أنها منحتهم حق اللجوء لها واعتبرتهم مواطنين ورعايا، وسمحت لهم بتشكيل «خلايا متطرفة ضد البحرين يبثون سمومهم وعفنهم من عاصمة الضباب».وها هم الرعايا «مكتسبو الجنسية البريطانية من أصول بحرينية» اليوم يعضون اليد التي مدت لهم، وها هم يخترقون قانون الدولة العظمى التي منحتهم جنسيتها، واحتضنتهم على ترابها، فأحدهم قبل فترة اقتحم سفارة البحرين في بريطانيا، ولم يكتفِ بهذا الفعل فقط، بل ادعى واتهم رجال الشرطة باغتصابه!! وأحدهم حصل على حكم قضائي يدين بسجنه 5 سنوات طبقاً لقانون مكافحة الإرهاب البريطاني لثبوت تورطه بتلقي تدريبات عسكرية تمكنه من القيام بأعمال إرهابية، وآخرهم تم الحكم عليه 12 عاماً لتهمته باغتصاب ابنته والتحرش الجنسي بعدد من القصر والأطفال.لا أعرف الدوافع التي تجعل دولة عظمى كبريطانيا، تقبل أن تكون ملاذاً للإرهابيين والمتطرفين!! ولا أستطيع أن أفقه لماذا لم تتأكد بريطانيا من خلفية هؤلاء «طالبي اللجوء السياسي»!! وحقيقتهم. فكيف لدولة عظمى مثل بريطانيا تسمح لنفسها بأن تكون مكباً للنفايات، وتسمح لأراضيها باحتضان عدد من المحكوم عليهم في قضايا إرهابية وأخلاقية، وهي الدولة التي تقف ببسالة وشجاعة لتحارب الإرهاب والتطرف!!كنا نعرف ونعترف إن بريطانيا العظمى من الدول الحذرة جداً، ومن الدول التي تستطيع قراءة المستقبل فما الذي جعلها تأتمن مجموعة من «المجرمين» على أراضيها!!؟؟وبحسب ما نقلته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية قال عضو البرلمان البريطاني عن حزب المحافظين بوب ستيوارت وهو أحد الأعضاء في لجنة الدفاع المختارة في قضية الإرهابي قاسم هاشم قال: «لا يجب أن تكون المملكة المتحدة ملاذاً آمناً للمتطرفين والمتحرشين بالأطفال المقبلين من البحرين أو من أي مكان آخر ممن يتنكرون في هيئة نشطاء حقوق الإنسان». مشيراً إلى أنه سيقوم بعرض القضية على وزيري الخارجية والداخلية البريطانيين.وبلا شك أن من يطبخ السم سيذوقه يوماً، فالتكن بريطانيا حذرة ولتحسب خطواتها وقراراتها جيداً، ويجب أن لا تنسى أنها ستأكل الخبز الذي خبزته، وكما يقال في موروثنا الشعبي «خبز خبزتيه يا الرفله إكليه».