على فترات متباعدة يحدث أن نعرج على محل أفلام الفيديو في المنطقة. الآسيوي جمال الذي يعمل في أحد المحلات مشهور في المنطقة بأنه ناقد ممتاز للأفلام فهو يقدم المشورة حول الأفلام بل قد يصارحك بأن قصة الفلم ليست جميلة أوأن هناك فلماً أفضل منه وهو ما أكسبه ثقة كثير ممن يترددون عليه.ذات ليلة وبينما كنا ننتظر نسخ «السيديات» إذا بطفلة صغيرة لا تتعدى تسع سنوات دخلت المحل «لا نعلم هل جاء بها السائق أو أن منزلها قريب» لكن فهمنا من ترحيب جمال أنها من المنطقة وكثيراً ما تتردد عليه، أخذت تتصفح ألبوم الأفلام ثم أشارت إلى أحدها وقالت أريد نسخة منه! صاح فيها جمال: انتِ طفلة تختارين فلم رعب؟ هذا فلم للكبار،إلا أنها ألحت عليه قائلة: أبي رعب متملله أنا! فقال لها منبهاً: ملل تشاهدين رعب؟ ثم أكمل وهو يقلب لها ألبوم الأفلام ويشير لصوره: أنت طفلة خذي هذا الفلم أو هذا! فأخذت تقول له: ما أبي ذي شفته وذي عندي أبي شي غير! فهمنا من جدالهما أنها من «الملل» ختمت معظم الأفلام! حمدنا الله كثيراً أن الآسيوي جمال بهذا الاهتمام بل غير أن كثيراً من الأفكار ونحن نرى هذه الطفلة «المتمللة» رافقتنا يومها، كيف لفتاة أن تأتي لوحدها دون رفقة أحد من عائلتها إلى محل الأفلام؟ هل يتابع والداها ما تطلع عليه من أفلام؟ هل سبب تركها هكذا يأتي من ثقة و ظناً منهما أنها لن تطالع وطفلة بعمرها لن تحب إلا أفلام الأطفال وحتى لو كانت كذلك هي طفلة بالنهاية ليس لديها الوعي الكافي لمعرفة الجيد من عدمه. الفتاة الصغيرة يجب ألا تترك بمفردها للاتجاه إلى المحلات فقد تتعرض لاختطاف أو ما شابه، وهل يضمن أهلها ألا يكون بائع الافلام من الذئاب البشرية مثلاً فيستغل دخولها عليه المحل بمفردها ليستفرد بها.وماذا لو منحها فلماً للكبار وفي المرة الاخرى التي تحضر فيها يقوم بمحاولة مناقشتها مقاطعه ومن ثم يجدها وسيلة للتغرير بها ؟ ألم تصدمنا الكثير من أخبار الجرائم عن تغرير الأطفال « جنسياً « بهذه الطريقة؟ الأخطر من هذا كله وهو ما نلحظه على كثير من أطفال هذا الجيل الذين «يتمللون» بسرعة لا يعجبهم أي شيء على عكس أجيال «راحوا الطيبين» الذين كان من سابع المستحيلات عندهم الاقتراب من مطالعة الأفلام الأجنبية أو حتى الهندية بل العين تتجه فوراً لأفلام الكارتون وإن فكروا في الأجنبي فهي غالباً ما تكون أفلام الأطفال المعروفة مثل سلسلة أفلام «home a lone».ماذا لو منحها البائع الأفلام السينمائية التي تحوي مشاهد للكبار أو تلك التي ينبه في السينما أنها لمن فوق الـ18 سنة.كثير ممن شنوا حملات إلكترونية لمقاطعة مجموعة محطات تلفزيونية معروفة ومشهورة كونها تخصص قنوات تعرض الأفلام الأجنبية والهندية 24 ساعة وهذه الأفلام غالباً ما تحوي سموم فكرية تروج للكثير من الظواهر المجتمعية الخاطئة والفلتان الأسري وتهدم مبادىء الإسلام الصحيحة وتخاطب العقل الباطن وترسخ قناعات فكرية تقترب من الإلحاد والانفلات المجتمعي الغربي والانحراف بل هناك أفلام تروج لمظاهر المخدرات وشرب الخمور وتغيير نوعية الجنس وغيرها من «بلاوي». مقترح لمن يهمه الأمر نحتاج لجهات تشريعية ورقابية تتابع هذه المسائل مع محلات بيع الأفلام خاصة تلك التي لا تقوم بقطع المقاطع التي تحمل مقاطع محظورة أو تمنعها الرقابة كما نحتاج لجهات بالدولة كالمؤسسة العامة للشباب والرياضة والنواب والمحافظات مثلاً للتحرك في إيجاد برامج مفيدة للأطفال خلال العطلة الصيفية. وتغيير الروتين المعروف في الاهتمام بإنشاء حدائق للأطفال غير المكيفة وبالإمكان أيضاً استغلال المراكز الشبابية ولا أريد أن «أشطح « كثيراً وأقول أن من الممكن عمل أفلام نوعية أو كارتونية للأطفال تحمل أهدافاً وقيماً مجتمعية ووطنية من صلب عاداتنا وتقاليدنا وترسخ لديهم في العقل الباطن ما يحاول أعداء الإسلام والوطن همه بدلاً من تركهم ضحية للسموم الفكرية التي تحملها الأفلام الأجنبية!