قبل سنتين من الآن، صادفني موقف، حيث توقفت مع الأهل عند محل لبيع الحلوى البحرينية في سوق المحرق، كنت بالسيارة أتحدث بالهاتف، وقد لاحظت امرأة ترتدي النقاب وشكلها غير مريح واقفة قرب السيارة عند زجاج نافذة سيارتي، تنظر إليّ وتغدو وتروح وتود محادثتي فلما فتحت النافذة قالت لي: انهي مكالمتكِ وسأتحدث معكِ! شعرتُ أن هناك أمراً مريباً بالموضوع من شكلها وحركاتها، فأغلقت الهاتف وقلت لها: تفضلي، فمدت يدها لتصافحني فصافحتها غير أنها ظلت ممسكة بيدي، وأخذت تقول لي كلاماً غريباً من جملة ما قالته وأذكره: «أنا من أهل الله وطالبة علم عند الشيخ الفلاني وأخذت تشير إلى أحد الأبنية القديمة في السوق وتقول أسكن هنا وقد درست القرآن والشيخ هو من يدرسنا وأود أن أقول لك هناك سحر معمول لك وبإمكاني أن أفكه لكِ الآن»! كانت تقول هذا وتنظر إلى درج السيارة الداخلي وتشير إليه ثم أردفت: «أسالك بالله كم تمنحينني من مال لا لأجلي إنما لأجل أطفال الله فالسحر موجود هنا بالسيارة»!! كانت «تخربط وايد» للأمانة وبسبب طريقة كلامها السريعة لم أفهم الكثير.ولما حاولت أن أستدرجها لمعرفة ما تقوم به للناس، أخذت تكرر علي اسم الشيخ «الاسم غريب ولم أستطع حتى فهمه»، ثم تفاجأت بأنها ابتعدت فور ما شاهدت الأهل يقتربون من سيارتي وقد كانت طيلة الوقت تلتفت «على ما يبدو كانت خائفة من أن يمر شرطي ويرى ما تفعله مثلاً فالمنطقة معروف أنها لا تخلو من رجال شرطة المرور». كانت والدتي تنظر لها باستغراب مع شيء من الاستنكار ولما أخبرتها بما حصل نهرتني عن كيف أصافحها وأفتح لها نافذة السيارة وأنا لا أعرفها، ثم قالت لي قصة غريبة: «إحدى بنات جيراننا من فترة جاءت للسوق هنا وقد كلمتها واحدة من نفس جنسية هذه المرأة وطلبت منها المال ولما لم تمنحها قالت لها بلهجة تهديد «نحن نحتاج للمال وأنتم العرب لا تساعدوننا، حسبي الله ونعم الوكيل عليك، حسناً، عندما تذهبين إلى منزلك سترين ما سيحدث لك ولمنزلك»، ابنة الجيران اعتبرت كلامها هراء ولم تأخذ كلامها على محمل الجدية إلا أنها انصدمت عندما رجعت المنزل وشاهدت المنزل كل أغراضه مبعثرة والكثير من الأمور الغريبة تحدث فيه حتى أنها اضطرت لإحضار شيخ أكثر من مرة والذي بدوره أكد أن هذه المرأة لا بد أنها تقوم بأخذ بعض متعلقات من الناس وعمل السحر لهم! الأغرب أننا لاحظنا قبل أيام من عيد الفطر الماضي في أكثر من منطقة تجارية في المحرق مشهد حضور أكثر من امرأة ترتدي النقاب وبنفس الهيئة والجنسية العربية وتجلس تحوم حول النساء وتلتفت وما إن تحصل على فرصة للحديث معهن حتى تستخرج ورقة وتخبرهن بأنها محتاجة للمال وتريهن الورقة كتأكيد وكل واحدة تروي قصة منها من تقول للعلاج ومنها من تقول لدفع الإيجار وكثيراً ما قمنا بالاتصال بمديرية شرطة المحرق لتقديم البلاغ فور مشاهدتهن وللأمانة المديرية لم تقصر حيث يتم أخذ عنوان المكان ويخبروننا بأنهم سيرسلون دورية ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: لما لا يتم إرسال شرطيات بلباس مدني فمن الواضح أن هؤلاء يتعمدن لبس النقاب حتى لا يتعرف عليهن أحد كما أن طريقة التفاتهن تؤكد أنهن لا ينفردن بالناس إلا عندما يتأكدن من خلو المكان من الشرطة. في أحد المحلات التي تبيع العباءات وبعد أن انتهيت من الاتصال بالشرطة للتبليغ عن المرأة التي أخذت تدخل المحلات حيث في البداية تزعم أنها حضرت للشراء ثم تقوم بمخاطبة النساء أخبرني العامل الآسيوي هناك أنه يومياً تأتي مثل هؤلاء النساء وهن يتعمدن أكثر مكالمة المواطنين من دول الخليج ويسببن الكثير من المشاكل فما إن تأتي واحدة لتشتري وتخرج محفظتها حتى تدخل المحل وتتكلم معها مما يسبب الكثير من الإزعاج للمشتريات. منذ عدة أيام وكنت في الفريج أقوم بإيقاف السيارة فوجئت بامرأة من نفس الجنسية العربية أيضاً ونفس الهيئة تجوب الفريج وتطلب المال بدعوى سداد الكهرباء وعندما أخبرتها أن هناك قانوناً يمنع التسول في المحرق وبأنني سأستدعي الشرطة إن لم تترك فريجنا وتتوقف عن مراقبة المنازل وترحل، هربت!من الواضح مما رأيناه خلال الفترة السابقة أن هؤلاء النساء لم يقتصر تواجدهن على المناطق التجارية في المحرق بل أخذن يتحولن للمناطق السكنية، ومن الواضح أن الأمر يستلزم التحرك سريعاً فالكل يدرك أن المحرق وبسبب تواجد المطار فيها فهي من المناطق التي يمر عليها الكثير من السياح ومن غير المقبول رؤية مثل هذه المناظر، فهؤلاء يسيئن لسمعة وصورة البحرين الحضارية ولا بد من تفعيل قانون مكافحة التسول. الموضوع الآخر الذي نود الحديث عنه قضية الكلاب الضالة وتكاثرها، فقد ورد لنا الكثير من الشكاوى حول تواجد هذه الكلاب وتكاثرها، كما أن مناظر دهسها بالسيارات بسبب محاولة قطعها الشارع والاصطدام بها باتت في ازدياد، وكثير من السيارات وهي تمر بالشوارع العامة تضطر لتجنب الاصطدام بها مما يشكل خطورة من ناحية السلامة المرورية.أحد المواطنين طرح وجهة نظر ننقلها لكم: أسباب تكاثر الكلاب الضالة ترجع لأشخاص وسعياً منهم لإسعاد أطفالهم يشترون «جروات صغيرات» وبعد أن تكبر وترهق ميزانيتهم وتشتت فكر أبنائهم عن الدراسة فيقومون بتركها في مناطق بعيدة عن منازلهم، لذا فقد تجمعت الكلاب في عدة مناطق منها ما هو قريب من المزارع ومنها ما هو قريب من الشواطئ ومنها ما هو في مناطق السكن التي يغلب عليها الأجانب، وفي تلك المناطق وجدت من يوفر لها الطعام والمأوى فتكاثرت بشكل سريع وحالياً تظهر في الطرق في أوقات المساء إلى ساعات الصباح الأولى وعلى شكل قطعان، كما تظهر حتى في أوقات ذهاب الأطفال للمدارس، وبحسب المتعارف عليه في السابق يتم إبلاغ الشرطة التي ترسل قناصة للقضاء على الكلاب الضالة وفي ذلك حفظ لصحة العامة وحماية البشر منها وما تنقله من أمراض وهذا هو المتبع في أغلب دول العالم، لذا هناك أهمية في اتخاذ اللازم قبل بداية العام الدراسي.
Opinion
ظواهر سلبية في المحرق!!
16 أغسطس 2016