ببساطة قال أحد المحرضين من حيث يقيم في بريطانيا خلال مشاركته في برنامج لمصلحة إحدى الفضائيات الإيرانية «السوسة» كان قد استضافه وعرف مقدمه كيف يشحنه ويستفزه ليخرجه عن «طوره» إنه «ينبغي من كل من يتم استدعاؤه من قبل الأجهزة الأمنية أن يمتنع عن الإجابة عن أي سؤال ويطلب منها «اعتقاله» ومحاكمته»! أما الرد عليه فهو بالسؤال ألم يكن حرياً به أن يأتي هو إلى البحرين ليفعل ما يحرض الناس عليه؟ لماذا لا يقوم بمثل هذا الشيء الذي يطالب الآخرين القيام به؟ لماذا لا يأتي ويقول هاكم اعتقلوني وحاكموني؟ لماذا يظل هناك يتابع ما يجري هنا عبر أجهزة الإعلام ويعتبر ما يقوم به من متابعة وتحريض نضالاً؟ هل يعقل أن يعرض الناس حياتهم للخطر ويضيعون مستقبلهم ومستقبل عيالهم فقط ليقول عنهم هذا أو غيره وهو مرتاح على أريكته في الأجواء الآمنة إنهم أبطال أو إن التاريخ سيسجل عملهم وموقفهم بأحرف من نور؟لو كان هذا وغيره ممن اختاروا البقاء في الخارج يريدون الخير لمن هم في الداخل لنصحوهم بالاجتهاد في التوصل إلى حل يرضي جميع الأطراف وينتشل البلاد مما صارت فيه، خصوصاً بعدما تأكد أن الذي تمتلئ به رؤوسهم لا يمكن أن يتحقق أياً كان حجم الوعود التي يحصلون عليها من دول مثل إيران التي في النهاية تبحث عن مصلحتها لا عن مصلحتهم ولا عن مصلحة من تعتبرهم «مستضعفين».ما ينفع الناس في الداخل هو تقديم النصح لهم وليس التحريض، ففي مثل هذا الوضع الذي صاروا فيه لا يمكن أن يستمروا في ما بدأوه ولا يمكن أن يحققوا أي مكاسب لم يتمكنوا من تحقيقها طوال السنوات الخمس ونيف الماضيات. المكاسب تتحقق بعودتهم إلى الرشد وإفساح المجال للعقل كي يعمل، وعودتهم إلى الرشد والعقل يكون بتقديم النصح لهم وليس بالتحريض الذي نتيجته المنطقية اتخاذ الحكومة المزيد من الإجراءات التي تعينها على ضبط الأمن وحماية الآخرين من الرافضين لهذا العمل فاقد القيمة الذي لا يزال البعض يصر عليه ومستمراً فيه. من يدعي أنه يحب البحرين وشعب البحرين ويقول إنه يرمي إلى منفعة الناس لا يسمح لانفعالاته كي تتحكم فيه وقبل هذا لا يسمح لنفسه بالمشاركة في البرامج التي تنتجها تلك الفضائيات «السوسة» التي كل همها الإساءة إلى البحرين والعمل على عدم التوصل إلى حل لهذه المشكلة التي تأمل أن تفتح لإيران باباً تستطيع أن تتغلغل من خلاله. من يحب البحرين وشعب البحرين يدفع في اتجاه إيجاد حل للمشكلة لا تعقيدها، ومن يحب البحرين وشعب البحرين يتواصل مع الجهات ذات العلاقة للمساهمة في إيجاد المخارج المناسبة للمشكلة، وقبل هذا يتوقف عن ممارسة الدور السالب الذي اختاره والذي لا ينتج إلا الأذى. الحال التي صار فيها البعض اليوم ليست إلا نتيجة لأساليب التحريض التي يمارسها أولئك من حيث يقيمون في الخارج ولعمليات الشحن التي تقوم بها تلك الفضائيات الإيرانية التي تعمل ضمن أجندة لم تعد خافية على أحد. ولأنه لا يزال هناك أمل بالتوصل إلى تفاهمات معينة تنتشل البلاد مما صارت تعاني منه بسبب الابتعاد عن العقل والحكمة لذا ينبغي من أولئك التوقف عن التحريض والشحن والمشاركة بدلاً عن ذلك في إيجاد حلول تنتصر للوطن. ولأن من صار سهلاً على تلك الفضائيات شحنه وتأليبه على وطنه وحكومته وممارسة التحريض يصعب عليه السير في هذا الطريق لذا فإن المأمول من الجمعيات السياسية أن تقوم بهذا العمل وتصير هي الأساس والفاعل بدل أن تظل تابعة لمن لا يمتلك الخبرة والتجربة ولا يدرك ما يدور حوله ولا ما يراد له.