في البداية، أود أن أهنئ كل امرأه بحرينية بالذكرى الخامسة عشرة لإنشاء المجلس الأعلى للمرأة الذي وافق يوم الإثنين 22 أغسطس الحالي.ففي تاريخ 22 أغسطس 2001 أنشأ الأمر الأميري رقم «44» لسنة 2001 المجلس الأعلى للمرأة، والذي منحه عدة اختصاصات تسهم في اقتراح السياسة العامة في مجال تنمية وتطوير شؤون المرأة في مؤسسات المجتمع الدستورية والمدنية، وتمكين المرأة من أداء دورها في الحياة العامة وإدماج جهودها في برامج التنمية الشاملة. بالإضافة إلى وضع مشروع خطة وطنية للنهوض بالمرأة وحل المشكلات التي تواجهها في كافة المجالات، والمساهمة في توعية المجتمع بدور المرأة وبحقوقها وواجباتها. إلى جانب متابعة وتقييم تنفيذ السياسة العامة في مجال المرأة وتقديم الاقتراحات بتعديل التشريعات المتعلقة بالمرأة. ذلك التاريخ الذي عزز ودعم وساهم في إثبات قدرة المرأة البحرينية للخوض بنجاح في المسيرة الديمقراطية التي رسمها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، أيده الله، في كافة المجالات المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.. ذلك التاريخ الذي آمن بالثقة التي أعطتنا إياها صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة في القدرة على بناء مجتمع متكامل ذي أولوية في سبيل تمكين المرأة من ممارسة حقوقها ومشاركتها الفعالة في صنع القرار والمساهمة في تحقيق التطور والازدهار لمملكتنا الحبيبة.وأنه لطالما نعتز بثقة ودعم صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة في تمكين المرأة البحرينية في إثراء العمل الوطني، الأمر الذي يشجعنا دائماً على المضي بخطوات واثقة بتحقيق كل ما يرفع شأن مملكة البحرين هذه الدرة الرصينة في كافة المحافل المحلية والإقليمية والدولية. فهنيئاً لكل امرأة بحرينية ساهمت في إثراء هذا الوطن، وساهمت في رفع أعمدته جنباً إلى جنب مع الرجل.. وهنيئاً لكل امرأة كافحت من أجل المطالبة بحقوقها في عصف هذه الحياة.. وهنيئاً لكل امرأة لم ترضَ بالظلم الواقع عليها وأشاحت بوجهها عنه بكل قوة وثقة.. وهنيئاَ لكل امرأة قرأت.. وتعلمت.. وشاركت.. ثم أنجزت. وهنيئاً لكل أم سقطت دموعها الغالية ليلاً.. لوحدها.. فأقول.. أنتِ غالية.. ودموعك غالية.. وأنتِ وطن بالنسبة إلينا وأنتِ جزء لا يتجزأ منا.. نتعلم منكِ القوة والحنان والصبر فكوني قوية من أجلنا لنعيش في سلام، وهنيئاً لكِ.. لأن الله لا ينسى.الجدير بالذكر أن دستور مملكة البحرين قد كفل وشجع خوض المرأة في جميع ميادين الحياة، حيث نص في المادة «1» «هـ» على أن: «للمواطنين، رجالاً ونساءً، حـــق المشاركة في الشؤون العامة والتمتع بالحقوق السياسية، بما فيها حق الانتخاب والترشيح، وذلك وفقاً لهذا الدستور وللشروط والأوضاع التي يبينها القانون. ولا يجوز أن يحرم أحد المواطنين من حق الانتخاب أو الترشيح إلا وفقاً للقانون»، إلى جانب المادة «5» «ب» من الدستور التي نصت على أن «تكفل الدولة التوفيق بين واجبات المرأة نحو الأسرة وعملها في المجتمع، ومساواتها بالرجال في ميادين الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية دون إخلال بأحكام الشريعة الإسلامية».كما أن المواثيق الدولية تشير إلى أن التمييز ضد المرأة يشكل انتهاكاً لمبدأ المساواة في الحقوق واحترام كرامة الإنسان، وعقبة أمام مشاركة المرأة على قدم المساواة مع الرجل، في حياة بلدها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ويعوق نمو رخاء المجتمع والأسرة، ويزيد من صعوبة التنمية الكاملة لإمكانات المرأة في خدمة بلدها والبشرية، وذلك باعتبار أن التنمية التامة والكاملة لبلد ما، ورفاهية العالم وقضية السلم تتطلب جميعاً أقصى مشاركة ممكنة من جانب المرأة على قدم المساواة مع الرجل في جميع الميادين. ولذلك فقد نصت اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة «اتفاقية السيداو» -والتي انضمت إليها مملكة البحرين بموجب المرسوم بقانون رقم 5 لسنة 2002- في المادة 2: على الدول أن تنتهج بكل الوسائل المناسبة ودون إبطاء سياسة القضاء على التمييز ضد المرأة وتتعهد بالقيام بما يلي: ««أ»، تجسيد مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة في دساتيرها الوطنية أو تـشريعاتها المناسبة الأخرى، إذا لم يكن هذا المبدأ قد أدمج فيها حتى الآن، وكفالة التحقيق العملي لهذا المبدأ من خلال القانون والوسائل المناسبة الأخرى، «ب»، اتخاذ المناسب من التدابير التشريعية وغيرها، بما في ذلك ما يقتضيه الأمر من جزاءات، لحظر كل تميـيز ضد المرأة، «ج»، إقرار الحماية القانونية لحقوق المرأة على قدم المساواة مع الرجل وضمان الحماية الفعالة للمرأة، عن طريق المحاكم الوطنية ذات الاختصاص والمؤسسات العامة الأخرى، من أي عمل تميـيزي، «د»، الامتـناع عن الاضطلاع بأي عمل أو ممارسة تميـيزية ضد المرأة، وكفالة تصرف السلطات والمؤسسات العامة بما يتـفق وهذا الالتـزام...».وإنه من الفخر الاعتزاز بحكومة مملكة البحرين التي ساهمت في دعم ما وصلت إليه المرأة البحرينية من إنجازات باهرة في كافة المجالات سواء المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فباتت إنجازاتها تصدع في كافة أرجاء العالم. * همسة:أن تتجملي وتكافحي من أجل حقوقكِ لا يعني أن تكوني رجلاً بلباس امرأة.. بل امرأة قوية بكافة أنوثتها.. لا بتصرفات رجولية تفقد المرأة دستور أنوثتها.. كأن تعض رجل أمن مثلاً! أو تروع الناس بلسانها السليط! أو أن تجعل الرجل يتعوذ من إبليس عندما يراها! هل تعلمون ماذا كان وصف تلك المرأة المحنكة في المجال السياسي بينظير بوتو رئيسة وزراء باكستان المغتالة؟ كانت توصف بأن لها ابتسامة أنثى.. وقلب أسد.. ومخالب نمر.. بالرغم من كونها رائدة في أقوى المجالات السياسية في باكستان!* باحث قانوني في المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان