طلب البرلمان اليمني اليوم الاثنين من الرئيس عبدربه منصور هادي وقف عمليات الطائرات الأميركية من دون طيار، بعد الغارة الأخيرة التي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى مدنيين في محافظة البيضاء الخميس الماضي، في حين توصلت السلطات المحلية إلى تسوية مع أهالي الضحايا مقابل منع تحليق هذه الطائرات في مناطقهم.وأرسل البرلمان كتاباً إلى هادي جاء فيه أن النواب «ناقشوا الانتهاكات المتكررة التي تقوم بها الطائرات الأميركية من دون طيار وما ينتج عنها من ضحايا وقتل للأبرياء وما يمثله ذلك من انتهاك للسيادة الوطنية»، وأنهم أوصوا «بضرورة وقف هذه العمليات ومنع الطائرات من التحليق في الأجواء اليمنية» .وشدد الخطاب على «أهمية أن تقوم القوات المسلحة والأمن بواجباتها في متابعة العناصر الإرهابية والقبض عليهم وتسليمهم إلى العدالة لينالوا جزاءهم الرادع مع تعويض المتضررين من تلك الانتهاكات والأخطاء».ويستعين اليمن منذ سنوات بالطائرات الأميركية من دون طيار لضرب أهداف مفترضة لتنظيم»القاعدة». وتمكنت هذه العمليات التي يعتقد أنها تنطلق من قاعدة عسكرية في الجنوب من توجيه ضربات مؤلمة إلى التنظيم، إذ قتلت عدداً من قادته البارزين أمثال أبو علي الحارثي وأنور العولقي، والسعودي سعيد الشهري، إضافة إلى المئات من عناصره في مناطق جنوب البلاد وشرقها.وتسببت هذه الغارات مرات عدة في سقوط ضحايا مدنيين بينهم نساء وأطفال، ما أدى إلى تنامي السخط الشعبي والسياسي تجاهها، وكان آخرها الخميس الماضي، إذ أصابت الغارة موكب زفاف في منطقة قبلية تتبع محافظة البيضاء(جنوب صنعاء) ما أدى إلى مقتل 12 شخصاً على الأقل وإصابة آخرين، في وقت أكدت السلطات أن الضربة كانت تستهدف سيارة تقل قادة محليين في التنظيم متهمين بتخطيط وتنفيذ عدد من الهجمات الإرهابية.وعلمت»الحياة» أن السلطات المحلية في محافظة البيضاء توصلت إلى تسوية مع أهالي الضحايا بموجب الأعراف القبلية السائدة، ودفعت تعويضات مالية كما تعهدت عدم تحليق الطائرات مستقبلاً في مناطقهم.ووضع البرلمان اليمني بهذا الطلب الرئيس هادي على المحك، إذ سيعني ذلك إما الاستجابة وإثارة حفيظة واشنطن التي ترى في «قاعدة» اليمن أخطر أفرع التنظيم العالمي، أو الرفض والاستمرار في السماح بهذه الغارات والدخول في مواجهة مع الشارع.
International
البرلمان اليمني يطلب من هادي وقف عمليات الطائرات الأميركية
16 ديسمبر 2013