عندما نشاهد محرضاً على الإرهاب يتمتع بكل هذه الشعبية، يجب أن نستوعب أحد أمرين مهمين، إما أن يكون مظلوماً، وذلك أمر مستبعد تماماً، أو أنه يتمتع بشعبية خادعة لعقول جمهوره، عن طريق حقائق مزيفة. الأمر ينطبق على المدعو عيسى قاسم الذي قامت الدولة بكشف جرائمه التي يرتكبها بحق الوطن، بل وصل به الأمر أن هناك جريمة لم تقم الدولة بالكشف عنها، ألا وهي المتاجرة بالبشر، فهو يقدم الشباب والشابات من أبناء الوطن كأدوات لاستخدامها لتحقيق غايات ومشاريع انقلابية ضد البلاد.إن من يتابع الخطب التي يلقيها يشعر أنها ليست خطباً تصلح لخطبة الجمعة، والتي تتمثل في عدد من النصائح بل هي أوامر صادرة من قبل الحرس الثوري الإيراني، لزعزعة أمن واستقرار المملكة، فعيسى قاسم أسس كيانات بشرية ويتاجر بها باسم الحرية والديمقراطية، لتكون تابعة كأنها ولاية إيرانية جديدة، وفي الوقت نفسه العمل الذي دأب قاسم على فعله هو أنه يقوم بشراء عقول البشر والمتاجرة بها، ووضعها في مواجهات أمنية تقضي على مستقبل هؤلاء البشر وجعلهم كالعبيد في أيام الجاهلية.إن قاسم ارتكب جرائم ليست تتعلق بأمن الدولة فقط، بل جرائم حقوقية وإنسانية، تمثلت في تلقين مؤيديه كل الخطط التي تريدها إيران منهم، حتى وصل به الأمر أن يضعهم في أقفاص بالدراز ليكونوا دروعاً بشرية لحمايته من العقوبات المفروضة عليه، جراء الجرائم التي ارتكبها بحق الوطن.هذا العجوز الذي قام بتلك الجرائم لا يمكن للجمعيات الحقوقية أن تصمت وتكون كالمتفرج، فالسؤال المطروح، أين جمعيات حقوق الإنسان من تصرفات هذا العجوز؟ لقد وصل به الأمر إلى تكوين عصابات داخل القرى لتتبع من يشكك بولائه لإيران ويصبح منبوذاً ويقوم بممارسة أساليبه في طردهم من دائرته التي تعارضه، فئات صامتة لا يمكن أن تتحدث لأنها لو نطقت بما يخالف رأيه سيكون مصيرها أنها ستصبح جماعات منبوذة ليس لها مكان بالقرية، هذه الفئات الصامتة هي أكبر الجماعات التي يتاجر بها هذا العجوز، فهم لا يستطيعون أن ينطقوا بما في قلوبهم جراء تلك الأوامر الصارمة بحق الوطن.وكل ما أقوله هو ما وجدته من خلال تجاربي الشخصية، عندما قمنا بزيارة القرى فجميعهم لا يمكنهم أن يتحدثوا لأي قناة إعلامية رسمية تابعة للدولة، فأغلبهم يتجنبون ذلك، وخلال عملي بوزارة شؤون البلديات والتخطيط العمراني فقد قامت الدولة بتنفيذ أحد مشاريعها التنموية بإحدى القرى، وكان هذا الأمر إيجابياً ولكن قمنا بواجبنا في نقل آراء المستفيدين من هذه المشاريع، إلا أن أغلبهم رفضوا الحديث عن ذلك، ليس لأنهم لا يريدون الحديث بل لأنهم يخافون من هذه العصابات التي أسسها قاسم لمتابعة كل من يتعامل مع القنوات الإعلامية الرسمية مع الدولة، أليس ذلك انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان؟ أليس ما يقوم به قاسم جريمة يجب أن يحاسب عليها دولياً؟ أليس من حق المواطنين إبداء آرائهم وتطلعاتهم دون المساس بالذات الملكية والعقيدة الإسلامية السمحاء كما ورد بدستور مملكة البحرين؟ عيسى قاسم بقاؤه بالبلاد سيعرض البحرين للكثير من المؤمرات وتأخير محاكمته ليس لصالح أمن واستقرار الوطن، الوقت يمر وعجلة مشاريع تقسيم المنطقة تعاود بقوة.* زوايا محلية:سيبدأ دور الانعقاد لمجلس النواب الشهر المقبل، نتمنى أن يستوعب النواب حجم الملفات العالقة التي ينتظرها المواطنون، فأمامهم إقرار ميزانية الدولة وقوانين مهمة سيكون لها مردود إيجابي في نفسية المواطنين كما أنها ستدعم الاقتصاد المحلي، ولكن نتمنى أن تكون عقلية النواب عقلية وطنية بعيداً عن التجاذبات السياسية والمصالح الشخصية، فتقديم مصلحة الوطن سيعطي دفعة لبلادنا نحو سنوات قادمة من الأمل، فالمواطن يريد في الفترة الحالية جرعة أمل فلا تعكسوها بتزويده بجرعة إحباط جديدة.* رؤية:الشخصيات التي تراها بوسائل التواصل الاجتماعي شخصيات ليست حقيقية، فهي شخصيات بشرية ناطقة فقط ليكونوا جزءاً من يومك، وفي النهاية فهم مجرد بشر لهم من السلبيات ما يغطي عين الشمس، فلا تضعهم مثلك الأعلى فهم ليسوا ملائكة!