تحت سقف مركز عيسى الثقافي اليوم سيجتمع جميع قيادات مملكة البحرين، ليتناقشوا فيما بينهم حول مستقبل الوطن والمواطن، كما ستتم اليوم مناقشة العديد من المحاور الحيوية، والتي تخص كل فرد منا، حيث ستتم مناقشة خطة 2030، هذه الخطة المستقبلية الجريئة التي توارت عن الأنظار نسبياً لأسباب غير معلومة، كما ستتم مناقشة البيئة المستدامة والبنية التحتية المتكاملة للمملكة، بالإضافة إلى مناقشة أولويات الحكومة، ودور التعليم في التنمية المستدامة، كما سيتم التطرق للرؤية المستقبلية لمشاريع القطاع النفطي، وستتم مناقشة الارتقاء بمستوى سير العمليات في منظومة العمل الحكومي، كما سيتم التطرق إلى رؤية البحرين ودورها في خلق فرص نوعية والاستثمار في المواطن، وجودة الخدمات الحكومية وكفاءة الأداء، وسيكون محور الاستراتيجية الصحية وتعزيز كفاءة العمل في القطاع الصحي من ضمن المحاور موضع النقاش. وستتم كذلك مناقشة تطوير السياسات والقوانين والإجراءات لخلق بيئة اقتصادية محفزة، وفرص الشباب في دعم وتعزيز عجلة التنمية، ومناقشة المبادرات الرامية إلى تعزيز بيئة الاستثمار والتنمية ودور القطاع الخاص كمحرك أساسي.هذه المحاور «الدسمة» والتي تعبر عن دمج واضح بين برنامج عمل الحكومة وخطة 2030 سيتم التطرق لها على مدى يوم كامل، وسيديرها عدد من المسؤولين في الدولة من ذوي الخبرة والتخصص. ولا أدري إذا كان يوم واحد فقط مناسب «كمدة» لمناقشة هذا الكم من الموضوعات الهامة أم لا؟ ولكني أرى في هذا الملتقى «بشرى خير»، فكم جميل أن يجتمع جميع القادة في مملكة البحرين، وجميل أن يناقش المجتمعون هذه المحاور الهامة، والتي تشكل حاضرنا ومستقبلنا وتضع لنا خارطة طريق موحدة نمشي فيها سوياً متلاحمين، نعرف فيها أين نحن اليوم، وإلى أين نحن متجهون بشفافية ووضوح في المستقبل.أتمنى أن يكون هذا اللقاء غير المسبوق لقاءً غير رسمي، وأن يكون بمثابة جلسات «عصف ذهني» لإيجاد أكبر عدد من الأفكارالقابلة للتطبيق لتطوير واقعنا ومستقبلنا، كما أتمنى ألا يكون الاتصال خلال هذا «الملتقى» اتصالاً من جهة واحدة فقط، تطرح فيها المحاور ويتلقها المسؤولون دونما أن يكون هناك صدى ومشاركة في الآراء، فكما قال الفيسلسوف كونفوشيوس «الحقيقة هي وليدة الجدل»!!كما آمل أن يخرج هذا الملتقى بتوصيات واضحة ومباشرة ومختصرة، بعيدة عن الغلو في استخدام المصطلحات والكلمات المطاطة، وأن تصاغ توصيات الملتقى الهام بلغة سهلة وسلسة، يفهمها أبسط مواطن في البحرين لكي يتحقق الفهم عند الجميع ويعرف كل فرد دوره في المرحلة المقبلة، حيث إن الجميع شركاء في عملية التنمية المقبلة دونما استثناء، وأن يراعى في هذا الملتقى رفيع المستوى مصلحة المواطن ومكتسباته بالدرجة الأولى.كما أتطلع ألا تظهر لنا أصوات نشاز تقلل من جهود هذا الملتقى وتبدأ بإجهاض الجنين قبل اكتماله، فمجرد وجود هذا الملتقى بفكرته الرائدة وغير المسبوقة هو في حد ذاته خطوة نحو النجاح وتوحيد الرؤى والتطلعات والجهود.إن الرعاية الكريمة من قبل صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء الموقر لهذا الملتقى الذي أعلن عنه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء هو في حد ذاته «بشرى خير»، فعندما تتحد حكمة خليفة بن سلمان بتطلعات سلمان بن حمد وتحظى بمباركة من قائدنا، حضرة صاحب الجلالة، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله ورعاه، نستطيع أن نجزم بان هذا الملتقى سيرسم خارطة الطريق للبحرين.سيعقد اليوم الملتقى الحكومي رفيع المستوى والذي يجمع القادة، وصناع القرار، والموظفين التنفيذيين في حكومة مملكة البحرين، لمناقشة القضايا، والتحديات الرئيسة، والتوجهات المستقبلية، لتعزيز وتطوير كفاءة الإنتاج، وجودة الأداء، في إطار العمل الحكومي الموحد الذي يتفق مع رؤى وتطلعات مملكة البحرين. نسأل الله التوفيق لهذا الملتقى وبإنتظار إفرازات هذا الملتقى الجامع.