هناك من يؤمن بالقضايا المجتمعية، لأنه يقرأ ما بين سطورها، ويدرك أن الأمن المجتمعي والاستقرار العائلي لا يقلان أهمية عن الأمن العسكري والسياسي وغيرهما، وهناك من يقيمها بميزانه ووجهة نظره للأمور، لذا فقضية الفنانة غير الخليجية التي تقوم بالتغرير بالفتيات الخليجيات، ثم تنشر صورهن وتشتمهن وافتعال المشاكل بين شعوب الدول الخليجية، كل شخص سيقرأ تلك القضية من وجهة نظره، غير أن الحقيقة والوقائع لا يمكن تغييرهما مهما كانتا!الملفت في مثل هذه القضايا أنها تكشف نقاطاً غائبة من الواجب كشفها، لمن يهمه الأمر، لوجود أبعاد أمنية ومجتمعية، وقد تسلط الضوء على جوانب لا يعرفها عامة الناس. ففي أي قضية لابد من قياس الشرائح الكبيرة التي تتأثر وتتأذى، لا الشرائح الواعية أو المثقفة أو البعيدة عن مثل هذه الأمور، والتي قد تكون في بعض القضايا نسبتها لا تتعدى الـ 20 %، لذا فالمؤشر في قياس أي قضية يكون ببيان نسبة الشريحة الأكبر المستهدفة، وهي بالمناسبة هنا نسبة المتضررين من هؤلاء الدخيلات وهي شرائح المراهقين والشباب في مجتمعاتنا، والمعروفة أنها النسبة الأكبر من المجتمع، ومن هنا تكمن أهمية هذه القضايا، فهذه تعمل على إشغالهم بأتفه الأمور عن القضايا الأهم. وبالمقابل، فإنه لا يوجد إنسان سيقبل أن يشتم أحد وطنه أو عائلته أو يشهر ببنات مجتمعه ويسكت ويتجاهل الأمر، خاصة أن المراهقين المعروفين باندفاعهم نتيجة حماسهم.ما نود إيصاله هو أن هذه الفنانة قد صرحت أكثر من مرة - في تناقض لتحديد هويتها حتى وصفها كثير من زميلاتها الفنانات بلقب «مجموعة إنسان» - بأنها تحمل الجنسية الخليجية، رغم كل ما أقدمت عليه من إساءة للمجتمع الخليجي، وتشهير بالخليجيات، لكنها لم تتعرض للمساءلة، ما يعني أن هناك حاجة مستقبلاً لإيجاد تشريع يعنى بمساءلة كل من يدعي أنه حامل للجنسية الخليجية وعلى أساسها يتحرك ويتنقل بين الدول، ويصرح في وسائل الإعلام ويمثل دولنا الخليجية وهو غير خليجي في الأصل، ولا يحمل الجنسية ويمارس أعمالاً غير لائقة باسمنا، ولابد من ضرورة إيجاد تنسيق بين الجهات الأمنية في دولنا الخليجية لضبط الأمر سواءً كان المسيء فناناً أو سياسياً أو رياضياً أو غير ذلك.من الملفت أيضاً أنه عندما صرحت أنها تزوجت من رجل خليجي – وهي في حقيقة الأمر غير متزوجة به طبقاً لقانون دولته - والذي كان بصحبتها في البحرين، كما أنها أوردت اسم البحرين أكثر من مرة، دون أن تتم مساءلتها عن حقيقة ما تدعيه بأنها تزوجت على أرض البحرين، فهؤلاء حالهن حال عملاء إيران في دولنا، حيث يعمدون إلى تشويه صورة مجتمعاتنا والإساءة إلى سمعتنا، وكل في مجاله وبطريقته، بمعنى هذا في عرف القانون بانتحال شخصية فهي تنتحل صفة البنت الخليجية وهي غير خليجية، ولابد من ردعها ومساءلتها حتى لا يتناقل الإعلام الخارجي وهو يعرض صورها غير اللائقة وإيحاءاتها المريبة على أنها خليجية. هناك أيضاً عدة نقاط نود التنبيه إليها، قد تضيف للموضوع أبعاداً أخرى، أولاً أن الفتاة المراهقة التي أرسلت صورتها لربما كانت مخطئة في أن ترسل صورتها على الحساب الخاص لفنانة وهي تتجادل معها وتدافع عما تقوله تلك الفنانة في حق بنات الخليج، ولربما خانها التعبير والاندفاع أمام استفزازها، وفي نهاية الأمر هي مراهقة وتعتبر في سن الاحداث وفق القانون أي أنها تعامل على أنها حدث، من الناحية القانونية، لذا فمن الواضح أمام كلامها ودفاعها عن بنات وطنها وعدم قبولها أن تسيء لهن. إنها تحب وطنها ولا ترضى بالإساءة له، والخطأ فقط أنه خانها الأسلوب وطريقة التعبير في الدفاع عن بنات بلدها.الأمر الآخر نقتبسه من إحدى الناقدات بالفن من اللواتي عارضت ما فعلته هذه الفنانة، بالتأكيد أن كل فنان وفنانة يتعرض لمسألة إرسال صور لهم على الخاص من المعجبين، ورغم ذلك لم نجد أحداً منهم قد قام بنشر صوره فهم يراعون الخصوصية المجتمعية في الخليج ويفهمون أن هذه أعراض، فتلك الأمور تعتبر خطاً أحمر خاصة لدى قبائل الخليج، فيما قامت به هذه الفنانة لا يوجد له مبرر، فالمراهقة لم ترسل صورتها لها لأنها معجبة، وإنما لتؤكد لها أن هناك فرق بين جمال فتيات الخليج وبينها كدخيلة عليهن!* شكر خاص للقائمين على حملة «الهاشتاق» فقد وصل إلى 128 حلقة حتى اليوم ولم نرَ فيه صورة الفتاة منشورة. كما أنهم يقومون بتهكير وإغلاق أي حساب ينشر صورتها، مما يؤكد أن الدنيا لا تزال بخير وأن الغيرة والحمية على بنات الوطن لا تزال حاضرة.