غداً الجمعة 23 سبتمبر هو اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية لدولة تأسست عام 1744م، صحيح أنها دولة تبلغ من العمر 272 عاماً وذلك عمر يزيد عن عمر دولة كالولايات المتحدة الأمريكية التي جاءت تعلمنا الأصول و«السنع»، إنما هي أيضاً دولة بناتها هم ورثة لإرث حضاري يمتد لعمر الإنسان الأول، فالإنسان الذي يعيش على هذه الأرض ومن بنى هذه الدولة الحديثة لم يغزها ولم يهاجر إليها من قارة أخرى، إنما بناة هذه الدولة اليوم هم أحفاد لأبناء المدن التي نشأت في مهد الحضارة الإنسانية هناك. فحق على الأمة العربية والإسلامية أن تحتفي بهذا اليوم مع أشقائنا في المملكة العربية السعودية، وبالأخص حق على أهل الخليج كافة والبحرين خاصة أن يحتفوا غداً بعيدنا لا بعيدها فحسب، بيومنا الوطني لا يومها فحسب، ليس احتفاءً بهذا الصمود لعمقها التاريخي الذي يشكل لنا حصناً ودرعاً فحسب، بل احتفاءً بدولة امتدت يدها الخيرة حتى طالت أقصى بقاع الأرض لهذه الأمة، ولها فضل على أغنى هذه الدول وأفقرها، ولا ينكر هذا الفضل إلا اللئيم.حق لها أن نحتفي معها بيومها غداً، وقد تحمل الأشقاء السعوديون عبء المسؤولية التاريخية بجدارة خاصة في ظرف كالذي تمر به المنطقة في هذه السنوات الأخيرة، وخاصة كالظرف الذي تمر به المملكة بحد ذاتها أيضاً، ففي أصعب الظروف كالتي تعيشها المملكة الآن تهديداً لأمنها الداخلي والمحلي، ونزولاً بأسعار النفط المصدر الرئيس لمواردها، إلا أنها لم تتقاعس عن دورها في حماية بوابتنا الجنوبية ولم تنس أن تمد يدها لمساعدة أشقائها حتى أضحت هي الدولة الثالثة عالمياً التي قدمت الدعم للأعمال الإغاثية والإنسانية بمبلغ وقدره 139 مليار دولار .. أكرر 139 ملياراً وليس مليون دولار، وللأخوة السوريين تحديداً قدمت المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة الكثير فاستضافت 2 مليون سوري وقدمت ما يزيد على 800 مليون دولار، وما كان لأحد أن يلومها لو أنها تقاعست بحجة أن ظرفها الاقتصادي والامني لا يسمح لها «بترف» المساعدة للغير فيكفيها أعباءها، إنما المملكة تتحدث عنها أفعالها وأرقامها وحقائقها لا يتحدث نيابة عنها كلام مرسل محمل بسيل من الاتهامات يطلقه الذين ينطبق عليهم القول رمتني بدائها وانسلت. فمن يوجه اللوم والاتهامات للمملكة العربية السعودية برعاية الإرهاب هم مؤسسو ومروجو وداعمو الإرهاب، سواء كانوا من المسؤولين الإيرانيين أو حتى أي من المسؤولين في الولايات المتحدة الأمريكية.وهذا التضافر من محور التحالف الجديد الأمريكي الإيراني الجديد، وهذه الهجمة الممنهجة التي تستهدف المملكة العربية السعودية هي التي تستدعي منا جميعاً اليوم في دول مجلس التعاون أن نعتبرها هجمة موجهة لنا جميعاً وتستهدفنا جميعاً، بل وتستهدف وجودنا وكياننا، فإيران اليوم تعلن الحرب علينا جميعاً بلا استثناء ومن يعتقد أنه مستثنى من هذه الحرب فمغرر به ولا تعتبره إيران سوى منصة مؤقتة! تقفز بها على ظهره مانحة له شعور مضلل بالحياد! فلا أحد يعرف سقف الطمع الإيراني ووقاحته مثلنا.ولا أحد يخيف إيران كوحدتنا الخليجية وتماسكنا وصفنا الموحد، والتصاقنا وتراصنا مع المملكة العربية السعودية هو حصننا ودرعنا الحقيقي، فلا درع أمريكا الصاروخي سينفعنا ولا حياد بعضنا وترددنا وتذبذبنا سينفعنا، غير الله ومن ثم وحدة صفنا لا سبيل آخر لنا.حفظ الله المملكة العربية السعودية من كل شر وكل عام وهي ودولنا بألف خير وسلام.
Opinion
يومنا الوطني السعودي
22 سبتمبر 2016