ربما تكون الكلمات التي ألقاها سمو رئيس الوزراء الموقر في الملتقى الحكومي هي العنوان الرئيسي لهدف الملتقى والبوصلة الحقيقية للسير بالعمل الحكومي لنقطة الانطلاقة نحو مستقبل أفضل، حيث أكد سموه على أن يكون المواطن البحريني هو المحور لكل عمل المؤسسات الحكومية وعدم غياب المسؤول أبداً عن هذا الوعي الذي بغيابه لن نصل إلى الهدف المنشود من الملتقى ومن الوصول إلى المستقبل عبر الرؤية الاقتصادية 2030.كانت توجيهات سمو رئيس الوزراء خلال الملتقى الحكومي أكثر من واضحة في هذا المجال، إذ «دعا سموه المسؤولين التنفيذيين إلى العمل بروح الفريق الواحد والالتزام بالتنسيق المنظم والاستعانة بالدراسات والبحوث لتوحيد الرؤية من أجل تجاوز التحديات وبخاصة الاقتصادية، والعمل على جعل هذه التحديات محفزات للتقدم إلى الأمام لا للتراجع إلى الخلف، مشدداً سموه على تقييم الأداء الحكومي بصورة دورية ومستمرة وتفعيل الرقابة والمحاسبة والاستغلال الأمثل للموارد وضمان سير الخطط والبرنامج وفق الرؤية الاقتصادية وبرنامج عمل الحكومة».ليس هذا وحسب، بل كان سموه أكثر وضوحاً في استعمال المفردات الواضحة التي لا تحتاج إلى تفسير أو تأويل فيما يتعلق بعلاقة الموظف الحكومي مع المواطن البحريني حين قال «إن اجتماعكم اليوم هو لبلورة الأفكار والرؤى التي تخدم الاستراتيجية الحكومية الموجهة للمواطن، ومؤشر ذلك لا يمكن الوصول إليه ما لم تكونوا قريبين من المواطنين. فخدمة الناس تكون أكثر نفعاً وأنت قريباً منهم وأنت مطلع ميدانياً على المشروعات الموجهة إليهم».هذه الفكرة ذاتها لم تكن غائبة عن عمق الكلمة التي ألقاها سمو ولي العهد حين أكد للجميع في هذا السياق: «أن مسؤوليتنا الوطنية تحتم علينا الاستمرار بالعمل وبذل الجهود المتواصلة بإخلاصٍ ومهنية لتحقيق تطلعات المواطنين الكرام وهو شرفٌ والتزامٌ لنا جميعاً، ومن هذا المنطلق سيستمر العمل على تطوير أداء الأجهزة الحكومية من أجل التميز في تنفيذ مختلف البرامج والمشاريع التي تصب في تحول الرؤية إلى واقع ملموس».إذاً، الخطاب الذي سبق لم يكن باللغة الأجنبية وليس فيه أي خلط، بل جاء واضحاً كوضوح الشمس وهو الركيزة الأساسية لكل عمل مستقبلي، فسموهما ألقيا الكرة في ملعب المسؤول الحكومي والموظف الحكومي من أجل تعزيز قيم الثقة الحقيقية عند المواطنين بهما، فخطاب سموهما خلع كل التكهنات وسيخلعان قريباً كل أبواب المسؤولين الذين أغلقوها في وجوه الناس ردحاً من الزمان، فالمرحلة القادمة تتطلب أن ينزل الوزير إلى الناس لا أن يصعدوا إليه، فالملتقى الحكومي علق الجرس في عنق المسؤول لمعرفة حقيقة الأداء الممتاز من عدمه، وهذا ما ستكشفه لنا الأيام القادمة، وسنكون نحن من الشاهدين.