بداية يستحق الشاب المجتهد سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة نجل جلالة الملك كل الإشادة المستحقة على الإنجاز العالمي الضخم الذي حققه لمملكة البحرين في رياضة سباقات القدرة. سمو الشيخ ناصر قبل أن يكون رئيساً للمجلس الأعلى للشباب والرياضة ورئيساً للجنة الأولمبية وممثل جلالة الملك لشؤون الشباب، قبل كل هذه المناصب هو فارس عشق الفروسية وأخذ فنونها وحبها عن والده جلالة الملك فارس البحرين الأول. اليوم يصل الشيخ ناصر لإنجاز غير مسبوق، هو الأول من نوعه، حينما يضع اسم مملكة البحرين وعلمها في المرتبة الثالثة عالمياً، ويتم تتويج فارس بحريني كأفضل ثالث فارس على مستوى العالم. نبارك للشيخ ناصر هذا الإنجاز الرائع، ونثق تماماً بأن القادم أفضل، وأنه قادر على تحقيق الكثير باسم البحرين. الأجمل في المشهد كله هو تواجد جلالة الملك حفظه الله لحضور منافسات بطولة العالم، حمد بن عيسى حضر وعينه على الشيخ ناصر، مراهناً عليه وعلى قدراته، مؤكداً بأن جهده واجتهاده ومثابرته لن يذهب هكذا، بل سيثمر بالتأكيد، وها هو أثمر بأروع وأحلى صورة. جلالة الملك في المقابلة التي أعقبت نهاية السباق قال كلاماً ولا أروع عن الشيخ ناصر، كلام فيه فخر الوالد بابنه، فيه اعتزاز بأن النبتة الطيبة التي زرعها في هذا الابن البار أزهرت وأينعت وكبرت وتحولت لشجرة قوية مثمرة، تحت ظلها يستظل الجموع، فناصر بن حمد لم يقدم لنا نفسه كبطل على المستوى الفردي والشخصي، بل قدم لنا نفسه كشخص ملهم، لا يبحث عن النجاح لنفسه فقط، بل يقود الآخرين للسير على نهجه، ويمد لهم يده ليحققوا نجاحاً مماثلاً له، بل يدعمهم ليتفوقوا عليه حتى. وهذا ما أكد عليه جلالة الملك في مقابلته، حين قال إن ناصر بن حمد يفرح بأي إنجاز يرفع فيه اسم وعلم بلاده، يبارك له زملاؤه وأصحابه أعضاء الفريق الملكي للقدرة لأنهم يعتبرونه القدوة لهم، في نفس الوقت عندما يتفوق عليه أحدهم يسارع هو بالمباركة لهم ويشد أزرهم ويحفزهم ويطالبهم بالمزيد. وهذا بالتحديد ما لمسناه من ناصر بن حمد عبر احتكاكنا به وقربنا منه والحديث الدائم معه، رجل فيه من الطموح الكثير، رغبة الانتصار والفوز جامحة فيه، لكنه رغم ذلك يتمتع بـ «إنكار الذات»، يرى نجاحه الأكبر في نجاح زملائه ومنافسته وحتى التفوق عليه، فنجاحهم هو نجاح له، لأنه نجح في صناعة المزيد من الأبطال. البطل الواثق من نفسه، هو من لا يحزنه أن يتفوق عليه تلاميذه، بل هو يصنعهم ويحرص عليهم ويتعب من أجلهم، هدفه أن يصلوا لمستواه، تمهيداً لأن يتفوقوا عليه، لذلك لم نر من ناصر بن حمد إلا حباً للآخرين، وفاء لزملائه وأصحابه، الفريق الملكي وعناصره محظوظون برجل يراهم قبل نفسه، ورغم ذلك يظل لكل مجتهد نصيب، فالتدريبات التي يقوم بها يومياً نجل جلالة الملك منذ صباحه الباكر، من الصعب جداً أن يتحملها أي شخص إلا المثابر والمجتهد، رجل يركض المسافات ويسبح مئات الأمتار، ويقطع بالدراجة أضعاف الأضعاف، يحافظ على لياقته، دون أن يخل لحظة بواجباته تجاه موقعه العسكري، أو مسؤولياته الرياضية. لذلك قال جلالة الملك عنه إن ناصر بن حمد «قدوة للشباب»، وقول جلالته فيه مغزى ومعنى، ملكنا يرى في ناصر وخالد بن حمد كأبطال ورياضيين يرى فيهم تذكيراً بنفسه حينما كان رمزاً حياً للشباب الرياضيين الطموحين كلاعب معهم ومنافس مبدع وقائد رياضي في الملاعب، كلام جلالته دعوة لشباب البحرين ليتخذوا من طموح ناصر وتحديه وإصراره قدوة لهم، لأن السير على نفس النهج يحقق بالضرورة الفخر والاعتزاز لذويهم من آباء وأمهات يطمحون لرؤية أبنائهم في أعلى المناصب. اليوم ملكنا الحبيب فخور بابنه البطل، وبدوره ناصر بن حمد في حساباته وتصريحاته أكد بأن أعظم انتصار له ليس المركز الثالث على مستوى العالم، بل الانتصار الأعظم هو الحصول على فخر ورضا والده. أمير الشباب والرياضة، نموذج جميل للجيل الشاب القادم، مصدر إلهام للرياضيين الشباب، وهو كما قال عنه ملكنا حفظه الله خير «قدوة» لشباب البحرين المخلصين.