في الواقع لا يوجد هناك سلام كامل ولا حقيقة واضحة مائة بالمائة، ولكن.. هناك دائماً ما بين السطور!مؤخراً، أشار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته المعروضة أمام مؤتمر القمة لاعتماد خطة التنمية لما بعد عام 2015 إلى أنه «قد دخلنا حقبة مفصلية في تاريخ البشرية. فشعوب العالم طلبت منا أن ننير لها معالم السبيل نحو مستقبل ملؤه الأمل والفرص السانحة. ولقد لبت الدول الأعضاء النداء بصوغ خطة التنمية المستدامة لعام 2030. فالخطة الجديدة وعد قطعه قادة العالم مع الناس في كل أرجاء المعمورة، إنها تحمل رؤية عالمية متكاملة، حبلى ببذور التغيير من أجل عالم أفضل.. إنها خطة محورها الناس..». وبعيداً عن أهداف التنمية المستدامة ونتائجها والوقت المحدد للإيفاء بمساعيها، أريد التوقف عند جملة «الناس محور خطة التنمية المستدامة»! كثيراً ما نسحب أنفسنا من المغزى ونلقي بأحماله على «هُم» والتنديد بأن الدولة لم تلتزم ولم توفر، والتنقيص دائماً بمكنون الجهود المبذولة، بالرغم من أن الأركان القانونية للدولة تتمثل في الشعب، والإقليم، والسلطة السياسية. ولذلك، فكل فرد هو ممثل للمجتمع البحريني، له حقوق وعليه واجبات. وما أجمل استثمار تلك الواجبات بما يخدم التنمية المستدامة عالمياً وأرض الوطن محلياً، بدلاً من «التحندي» قياماً وجلوساً!ولا سبيل لإنكار وجود المعوقات والتحديات دائماً في كل منصة، إلا أنه يقال إنه لا مكان للنجم حيث تسطع الشمس. وها هو الملتقى الحكومي يسطع علينا بخطوات جدية لإحداث عدة تغييرات جذرية من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة. وكلنا أمل نحو بداية لمرحلة جديدة من العمل والمسؤولية والالتزام السياسي رفيع المستوى لتحقيق الإنجازات التي طالما اتسمت بها مملكة البحرين.الجدير بالذكر، أن الجمعية العامة للأمم المتحدة تحتفل سنوياً بتاريخ 21 سبتمبر باليوم الدولي للسلام، وذلك من أجل تعزيز المثل العليا للسلام في الأمم والشعوب وفيما بينها. ويأتي موضوع فعاليات اليوم الدولي للسلام لهذا العام حول «أهداف التنمية المستدامة: بناء أحجار أساس من أجل السلام»، وذلك يعبر عن الـ17 حجر أساس في الهيكل العالمي للسلام، الذي يندد بأن لكل طرف مصلحة ولكل طرف إسهاماً يؤديه. وقفة تأمل.. من المضحك المبكي أن نركن الإسلام جانباً في خطاباتنا السياسية بالرغم من أنه لغة السلام ولغة حقوق الإنسان الفعلية.. فحبذا لو نقلنا إلى أروقة الأمم المتحدة وكافة المنظمات -وأدرجنا في مستنداتنا- معالم السلام في ديننا الإسلامي.. مبادئ السلام الموضوعية التي أشار إليها ديننا الحنيف.. لنثبت لهم أسبقية تلك المبادئ لدينا.. بغض النظر عن الأشخاص المسلمين شكلاً فقط الذين نصادفهم يومياً ويكنون لنا باقات من الكراهية والحقد والبغض والحسد.وأختم، بأن هناك دولاً ومنظمات توفر أحجاراً جاهزة للفتنة والدمار لضعاف النفوس لاقتنائها، وأن هناك أفراداً عزلاً يستخدمون الحجارة للدفاع عن كرامتهم الإنسانية التي تسقط أمام ملائكية حقوق الإنسان والتي تغض الأخيرة البصر عنهم متداركة ذلك بالتركيز على ملفات سياسية أخرى.. تاركة الأهم والمهم.. ومركزة على ثغرات التدخل غير المشروع في الشؤون الداخلية للدول لصبغها بالصفة المشروعة!