نشرت قناة أمريكية محلية «أن امرأة في أحد المطاعم اقتربت من شرطي محاولة فتح دردشة معه. وأثناء ذلك أخذت السيدة قطعة بطاطا مقلية من أمامه وهو يتناول طعامه. فأمرها الشرطي بالتوقف لكنها تناولت قطعة ثانية. وأثار التصرف حفيظة الشرطي الذي أخبرها أنها بصدد ارتكاب «جريمة سرقة» مطالباً إياها بالتوقف وإلا قام باعتقالها على الفور. إلا أن السيدة تجاهلت تحذيره وواصلت تناول قطعة بطاطا ثالثة. وقام الشرطي بعد تحذيرها وتناولها القطعة الثالثة باعتقالها على الفور. وحرر محضراً بالواقعة. وكتب في التقرير في مربع الممتلكات المسروقة «بطاطا مقلية»، وفي مربع كميات المسروقات كتب «ثلاثة». ثم وجهت للسيدة تهمة «السرقة من الدرجة الثانية»!في خبر آخر وفي ذات اليوم «ألقت الشرطة في ولاية كارولاينا الشمالية الأمريكية القبض على امرأة بعد أن عثر على جثة والدتها مجمدة داخل ثلاجة مستعملة باعتها بـثلاثين دولاراً. واعتقلت «مارسيلا جين لي» البالغة من العمر 56 عاماً في مكان يبعد بمسافة 160 كيلومتراً إلى الجنوب من مدينة «غولدسبورو» حيث عثر على جثة والدتها هناك».امرأة أمريكية جائعة تسرق 3 قطع من البطاطا لأنها جائعة، وامرأة أمريكية أخرى تبيع جثة أمها بسبب حاجتها للمال، في الوقت الذي ترسل فيه الولايات المتحدة الأمريكية أساطيلها وحاملات طائراتها إلى الشرق الأوسط لنشر الديمقراطية والعدالة وإهانة عشرات الشعوب والحكومات ذات السيادة حتى اكتشفنا أن كل هذا «الجبروت» سببه النفط.أكبر الإشكاليات الأخلاقية عند «الأمريكان» هو تجاهلهم «الداخل الأمريكي» واهتمامهم المفرط بالدول المستقرة في الشرق الأوسط من أجل «شفط» نفطها ونهب خيرتها، في الوقت ذاته، فإن الإحصائيات تتكلم بالأرقام المفزعة عن الوضع الداخلي في الولايات المتحدة الأمريكية «حيث تشير الإحصائيات الرسمية إلى وجود 600 ألف شخص بلا سكن في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا جزء صغير من الطبقة الفقيرة في أمريكا الذين بلغ عددهم 45 مليون شخصاً، أي أن 14.5% من الأمريكيين تحت خط الفقر، وبحسب استفتاء أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» وقناة «سي بي إس» الأمريكيتين المستقلتين، فإن «أكثر من 50% من الطبقة الوسطى يرون ضرورة توزيع العائدات على الناس بشكل أكثر عدالة»!بل هناك أرقام أخرى أكثر شراسة تدلل على أن الأمريكان لا يريدون تصحيح الداخل بل يريدون إثارة القلاقل في دولنا وتحفيز الناس فيها على الفوضى ليتسنى لهم سرقة بقية الموارد التي يجب أن تحفظ لشعوب المنطقة ولأجل المستقبل، حتى ولو أدى هذا الأمر لإهمال الإنسان الأمريكي الذي لم يجن من كل الحروب التي خاضتها أمريكا خلال نصف قرن أو أكثر خارجياً سوى المزيد من الويلات «والولولات».يجب على الولايات المتحدة أن تلتفت لفقرائها لتقوم بالتوزيع العادل لثرواتها على الشعب الأمريكي، كما عليها أن تصحح المسار الأخلاقي للدولة القومية الأمريكية فيما يتعلق بالتمييز العنصري الملون ضد السود وغيرهم، ووقف الغزوات ضد الدول التي تختلف معها في أبسط التفاصيل السياسية، والأهم من كل ذلك، عليها أن تحترم الدول والشعوب العربية بتركهم وشأنهم لأجل تحديد مصيرهم بأيديهم وليس بأيدي الأمريكان.